بقلم | فاطمة الجباري شريك الحياة الكثير متزوج لكن القليل لديه شريك حياة!! ياترى من هو شريك الحياة؟ وهل نطلق على كل زوج و زوجة لقب شريك الحياة !! معنى الشراكة عميق وعميق جداً.. شراكة في المكان والزمان وفي الإحساس والشعور .. شراكة مبدؤها مودة ورحمة .. شراكة ميثاقٍ غليظ وعقدٍ وثيق.. شراكة منشؤها احترام.. شراكة تعني أننا تقاسمنا الحياة بحلوها ومرها .. سعادتنا وفرحتنا ألمنا وحزننا نحن نكمل بعضنا.. إن لم يجمعنا الحب فليجمعنا الاحترام والتقدير.. شراكة قائمة على الصدق والإخلاص في الحضور والغياب.. شراكة لاتقاس بعدد السنوات الطويلة بقدر ماتحترم التفاصيل الصغيرة.. شراكة تحفظ المعروف (ولاتنسوا الفضل بينكم) .. شراكة تترجمها المواقف وتقويها العواصف التي تعبث بها في بعض الأوقات.. شراكة تستمر بالوفاء حتى بعد الرحيل ؛دعاء وذكر طيب وحفظ للجميل.. شريك الحياة هو الذي يقدر أنثاه ويراعي مشاعرها ويرحم ضعفها ويطيب خاطرها.. شريك الحياة الذي يمسح دمعتها وتشعر معه بالأمان مهما بدت الحياة قاسية في وجهها.. شريك الحياة الذي يحتوي وجعها بحبه وشفقته.. شريك الحياة الذي يحترم أنوثتها واحتياجاتها العاطفية والمادية كرماً وفضلاً ليس إذلالاً ومناً.. شريك الحياة الذي يقرأ حزنها قبل أن تبوح به ، يستمع إليها بقلبه قبل سمعه.. قبل الوداع: ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام قدوة واقتداء وأسوةً حسنة في ذكره وخديجة بعد موتها حباً ووفاء .. لقد هزني كثيرًا سؤالهُ عنْ أصحابِ خديجةَ وبرُّهُ لهُن وفاءً لذكراها وإكرامًا لها بإحسانهِ إليهن، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالشيء يقول: ((اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة؛ فإنها كانت تحب خديجة)) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما غِرتُ على أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرتُ على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها؛ وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة؛ فيهديها لهنَّ). ولمَّا خلعَ النبي رداءهُ لصاحباتُ خديجةَ بعد موتها ليجلسنَ عليه قائلًا لمن حولِه-بأبي هو وأُمي- إنهُنَّ صويحِباتُ خديجة.