بقلم | الأستاذ مفرح البسامي رغبت أن أكتب عن مصابيح الدجى.. فكتبت سطر ومحيت أخر ..ثم أعدت محذوف وحذفت موجود.. وقد رأيت للكلمات تبعثر وتناثر وخجل ووجل فأنا أرغب الكتابة عن المعلم حامل مصابيح الدجى …والركيزة الهامة لبناء المعرفة… والمرتكز الهام لتغيير السلوك ..فعليه يضع المجتمع أحلامه.. ويبني أماله ..ومهنته شاقة ..ضغوطها كبيرة ..ومهامها كثيرة.. ومتطلباتها مستمرة ..وفوقها يعاني الأمرين ..من مكانة اجتماعية ضعيفة.. وأنه محل تندر بعض فئات المجتمع. والحقيقة التي أدركتها كل الثقافات ..وعرفها المنصفون .. أن الآمال تنعقد عليه ..فهو يحمل رسالة ..ويبني قيم .. ويغرس فضيلة ..ويتعهد زرع ويوجه مجتمع ويعد المعلم سلم أمجاد أفراد المجتمع ..فمن خلاله يبدأ الأطباء والمهندسين والقضاة والضباط والقادة ….أغلب وقته للعمل ..من تخطيط وترتيب وأداء ومتابعة وتعزيز وتحفيز وبذل وتطوير وأنشطة ومناوبة وريادة وإشراف وتعاون واختبارات قبلية وتكوينية وبعدية وتقييم وتقويم وتحول من تعليم وتلقين إلى تعلم ومشاركة وبناء . فهل بعد ذلك تقع عليه ولو جزء من الملامة؟ ….. وهل نتحسب على من علم معدي اللائحة؟ فلو فعلوا مثل ما فعل معلم الخيلفة العابسي المأمون الذي كان يضربه بلا سبب فيسأله الطالب (المأمون) ماذا فعلت من خطأ لتضربني ؟ فلا يجيبه ويكرر المعلم العقوبة ويكرر المأمون السؤال ولكن دون اجابة حتى أصبح المأمون خليفة وبيده السلطة والقدرة على المحاسبة والانتقام من ذلك المعلم فيستدعيه ثم يسأله… لماذا ضربتني !!!؟ فيتبسم معلمه أولم تنسى !!؟ فقال المأمون والله لم أنسى فقال المعلم حتى تعلم أثر الظلم في نفسك فلا تظلم أحد…!!ثم زاده وحذره من الظلم أحبتي والمعلم وهو يبذل ويعمل ويجد ويجتهد دون كلل ولا ملل فإنه يترقب الحوافز أو التقدير ..غير أنها أتته على غير موعد.. ودون رغبة أو شف ..فتم تغيير سلم الراتب من مستويات الى رتب وهي لاتتوافق مع أماله ولا تناسب تطلعاته. ومن خلال مشاهدتي للرتب (السلم الجديد) وجدتها ١- دمجت أهل المستويات الرابع والخامس والسادس في درجة واحدة فساوت بين التربوي والغير تربوي وأصحاب الشهادات العليا مع منهم دون ذلك فعلى أي أساس كان الدمج وماهي معاييره …. ٢- ربطت العلاوة بالرخصة والتي تعتمد على الاختبارات دون النظر لباقي موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين… حيث أن علاواتهم تأتيهم دون قيد أوشرط فلماذا الاجحاف على المعلم. ٣- السلم الجديد(قد) يناسب المعلم الجديد أما من تجاوز الثلاثة عقود فلم تقدِر خدمته ولا خبراته العملية ولا دوراته وتجاربه وكيف له أن يغير رتبته ولم يعد له في الخدمة ما يكفي. ٤- من شاب في التعليم وشابت مفارقه وجرب و تميز وتفرد بأسلوب ناجع وشاهده ملف انجاز مليء بشهادات الشكر التي تغني عن اختبار لا يزيد في الاداء شيء ولا يقيس جودة مخرج ٥ – اختبارات الرتب هل من اجتازها يدل على تميزه فقد يجتاز ها أحدهم وبأعالي الدرجات وأداءه ضعيف ومخرجات تعليمه لا توافق الطموح فالأداء المتميز ليس نتاج اختبارات بل جد وعمل وتراكم خبرة ومحافظة واحترام للوقت (الدوام) ٦- إن عملية دمج المعلمين على رتبة ممارس ساوى بين أصحاب المستوى الرابع الذي يلزمه دبلوم تربوي ولعام دراسي كامل حتى يصبح تربويا ويستحق المستوى الخامس والرتب (السلم الجديد)أخفت هذه الميزةوساوت أيضا بين المستوى السادس أصحاب الشهادات العليا وأصبحت الشهادة دون قيمة ورتبته مع المستوى الرابع والخامس فأين العدل وقد استوت رتبة الرابع والخامس مع السادس ٧ – اللائحة الجديدة ليس فيها درجات في سلمها توافق رواتب معلمي المستوى السادس من تجاوز الدرجة العشرين ٨- رتبة خبير مستحيلة على من تجاوز الثلاثين وممكنة للمبتدئين وهنا على صاحب الخبرة أن ينشد المستحيل ويغني أبيات جميل بثينة والحال واحد ويقول الا ليت ريعان الشباب جديد …. ودهر تولى يا بثين يعود فهو ينشد المستحيلين فلا يمكن للماضي أن يعود ..ولا يمكن لما بقي أن يحقق له جديد. وقفة عندما يخلص المعلم يحق له أن يقول: أنا المعلم قد ربيت يا وطني على الكتاب وذكر الله والسنة أنا المعلم ما أبقيه في زمني رضا الاله وحسن الذكر والجنة مفرح عبد الله البسامي كلية التربية – جامعة الملك خالد