في كل عام يحمل ضيوف الرحمن حقائبهم قاصدين الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة . وفِي كل عام تتجه كل هذه الحشود وتجتمع في مكانٍ واحد في نفس التوقيت. تستقبلهم مطارات وموانئ ومنافذ المملكة العربية السعودية بالترحاب والتنظيم الدقيق ، ويتم إنهاء إجراءات دخولهم بكل يسر وسهولة. ويقابل هذا التجمع البشري الكبير من المعتمرين في منطقة الحرم المكي الشريف في شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص جهود جبارة من رجال الأمن السعودي بتوجيه كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيدهُ الله – وولي عهده الأمين، وسمو وزير الداخلية، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ونائبه وكل مسؤول في أي موقع كان، ويتم اتخاذ كافة التدابير وتنفيذ الخطط الأمنية لتنظيم الحشود وإدارة الحركة المرورية وحركة المشاة وتوجيه المعتمرين والمصلين إلى الأماكن التي تتوفر فيها مساحات للصلاة والطواف والسعي في كل أدوار الحرم. كما يتم تخصيص مطاف في ميزان الدور الأول للمعتمرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفِي هذا الإطار يتم دعم جهود رجال الأمن بمتطوعين للمشاركة في مساعدة ضيوف الرحمن وتقديم الخدمات الإرشادية والإسعافية في كل الحالات. كما أن لفرق الإشراف الوقائي في العاصمة المقدسة دور بارز في الإشراف على اشتراطات السلامة في الفنادق والمناطق المحيطة بالحرم. في حين يقدم المركز الوطني للعمليات الأمنية ٩١١ الخدمة الأمنية بما تحويه من معلومات وإحصاءات وتقارير للأجهزة الأمنية المرتبطة بوزارة الداخلية، بالإضافة لقيامة بالدور التنسيقي لجهود تلك الأجهزة فيما بينها من جانب، وإذا دعت الحاجة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقطاعات الحكومية أو الأهلية بالدولة من جانب آخر. ومما يزيدنا فخراً ما تقوم به المرأة السعودية من عمل دؤوب في خدمة زوار بيت الله الحرام من خلال عملها في كافة القطاعات الأمنية وكذلك التطوعية، إضافة إلى الأعمال الأخرى التابعة لشؤون الحرمين. إن هذه المنظومة الدقيقة في بلادنا التي تخطط وتنفذ وتتشارك لتقدم الخدمة وتحقق الأمن لهي مهمة عظيمة في خدمة المعتمرين على اختلاف جنسياتهم وعاداتهم وهي شرفٌ الهي وهبنا الله إياه. وأجزم أن كل منصف في العالم يؤكد حقيقة أن هذه البلاد تقدم كل مالديها من إمكانيات ورعاية لكل من قصد البيت الحرام وجاء ملبياً نداء الله عز وجل.