يقابلك وهو متلهف أن يسألك عن أمورك الخاصة التي لا تخصه ثم تحاول أن توضح له بلغة جسد واضحة أنه تدخل فيما لا يعنيه،، يكرر الأسئلة ثم يعيدها بأشكال مختلفة وقدراته العقلية المنخفضة لا تجعله يفهم أن حماقته تزداد طردياً مع كثرة التدخل في شؤون الغير، أغبياء ومهابيل المجتمع لا يوجد لديهم ما يفعلون وإن فعلوا لم يتقنوا وإن تحدثوا خلطوا الأمور في بعضها، أهدافهم تضييع أوقاتهم وأوقات الآخرين وطموحاتهم التدخل في حياة من حولهم،لا تستغرب لو سألك في تفاصيل التفاصيل وحماقته وشدة غبائه قد تحفزه أن يسألك حتى عن مقاس حذائك!! وربما مقاسات ملابسك الداخلية!! التدخل في شؤون الغير ظاهرة موجودة في المجتمعات بدرجات متفاوتة ولها مستويات متعددة تبدأ من مستوى البلادة وضعف الإدراك لأدبيات وفنون الحياة وتنتهي بمن يتدخل في شؤون الغير لإشباع رغبة عدوانية كلها حسد وسواد قلب وضغينة لا يجد لها متنفس سوا البحث في ما لا يعنيه لدى الشخص الذي يريد الإساءة له. هناك أسباب مختلفة لدى أولئك الحمقى فمنهم من يفعلها للتسلية نتيجة للفراغ الكبير الذي يواجهه وهناك من يتدخل من أجل الحصول على معلومات لاستغلالها ضد الآخرين وهناك من يمارس التدخل في شؤون الغير من أجل إشباع حاجة الفضول المرضية التي يعانيها. المجتمع بحاجة إلى نضج وإلى فهم لأدبيات الحياة وإدراك أن التدخل في شؤون الغير عيب اجتماعي ومضيعة للوقت وهدر للجهد وقبل كل شيء طريق خطير للنميمة والغيبة. أفراد المجتمع من أصحاب الوعي والفكر السليم يجب أن يساهموا في نشر ثقافة الخصوصية واحترام حقوق الآخرين ومعرفة الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها،، ويجب أن يسهم كل منهم في إيقاف أغبياء المجتمع عند حدهم وإيقاف سلوكهم المرضي بالتجاهل وتعليمهم بشكل مباشر أن تصرفاتهم وأسئلتهم تقود حياتهم للتعاسة ولن تزيدهم إلا ضياع وخسارة. يجب أن نقول لشريحة أغبياء المجتمع أصحاب التدخل في شؤون الغير ركزوا على حياتكم وأعمالكم التي ضاعت بسبب جهودكم المبعثرة في البحث عن أخبار الآخرين.