بقلم | ريم البشري استوقفني هذه الآية الكريمة: { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} وسألت نفسي ياترى ماهي الصبغة التي أشار إليها ربنا في هذه الآية ؟! بحثت عن تفسيرها في كتب التفسير فوجدت ان ” ابن كثير ” ذكر بأنها ..دين الله وانتصاب ( صبغة الله ) إما على الإغراء كقوله ( فطرة الله ) [ الروم : 30 ] أي : الزموا ذلك عليكموه . وقال بعضهم : بدل من قوله : ( ملة إبراهيم في حين أشار ” البغوي ” الى أنه دين الله ، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب ، وقيل : لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه ، كالصبغ يلزم الثوب ، وقال مجاهد : انها فطرة الله التي فطر الناس عليها ومنهم من قال أنها دين الإسلام ومنهم من قال أنها ملة الخاضعين لله •• ومنهم من قال سنة الله وفي كتب اللغة وجدت الصبغة تعني ” مايصبغ به وهي مادة تستخدم للتلوين” ومن هنا يتضح ان اللون هو الإسلام وهناك ألوان أخرى صبغوا الدين بها وهو منها براء المتلونون هم المنافقون في كل مكان وزمان ولم يحذر ديننا في القرآن من الكفار بأكثر مما حذر من المنافقين . فالمتلونون موجودون إلى قيام الساعه يتلونون حسب أهوائهم ويتشكلون وفق ماتقتضيه مصالحهم ولو كان ذلك على حساب دينهم فهم يجيدون التلون والتصبغ والمكر والحيلة والخداع في مواقفهم في تعاملهم في افكارهم وأطروحاتهم فيجيدون التحايل والتمايل والرقص والخيله وصدق الله الذي اخبرنا عن صفاتهم حين قال وقوله الحق :{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} فهم من بني جلدتنا يتسمون بأسمائنا وينتسبون لديننا هم أخطر علينا من اليهود والنصارى بزيفهم وخداعهم لأنهم ينشرون ظلالتهم وافكارهم التي تمس ثوابت الدين ويسعون للإفساد وتفكك المجتمعات وطمس الهويه الأسلامية وفق خطط تغريبية ماكره فينالون من العلماء والقدوات ويشككون فيهم ويحرضون المرأة المسلمة العفيفة على التحرر من دينها والخروج على قيمها بحجة الحرية المزعومة حرية الوصول اليها ويسعون لتغريب المجتمع من خلال مايبثونه من السموم التي تشكك في منهج محمد ﷺ واصحابه ويعززون قيم الغرب ويقدسونهم ويصورون للمجتمع أننا لانتقدم ولانتحضر حتى نصبح نسخة أخرى من الغرب في كل شيء يستمتعون كثيرًا بجلد الصالحين ويحاولون بشتى الطرق أن يصلوا إلى مراكز قيادية حساسه لفرض مايريدون على من خالفهم ويقربون من وافقهم ليسيرون بدفة المجتمع إلى الهاوية ولايبالون بمن تضرر بسببهم أصبح المتلونين ينخرون في جسد المجتمع المسلم المحب للدين والفطرة السليمة ۞ لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ولا يكاد يخلو مجتمع من هؤلاء المتلونون المرجفون الذين يختلقون الشائعات ويروجون لها وينفسون بها عن حقدهم وبغضهم لمن خالفهم ليتلقفها ويتداولها شرذمة قليلون ينشرون مكرهم وكيدهم ويتخذونها سلاحاً ضد خصومهم الذين هم على جادة الصواب فمن كانت عقيدته هشة سيتأثر بهم وتنطلي عليه حيلهم ومكرهم ولاعزاء بعدها لفساد ينتشر ومجتمع يتفكك وتطرف ينمو دون ان نشعر لذا إحذروهم فهم العدو قاتلهم الله أنى يؤفكون ..