بقلم | حسن بن مانع آل عمير الحالة الجميلة التي ينشدها الجميع ويستمتع بها الصغير والكبير هي حالة الفرح، يعيشها الحبيب مع محبوبه والباحث حينما يكتشف اكتشافا عظيما والأب حينما يتفوق أولاده واللاعب حينما يسجل الهدف والمبدع أمام ابداعه. إنها حالة شعورية تعيش فيها النفس أجمل اللحظات، الفرح قوة مهمة تدوم أكثر من اللذة العابرة التي تزول بزوال أسبابها. بفضل الله عز وجل أجد أن هذه القوة الناعمة تنتشر بشكل إيجابي ورائع بين أفراد مجتمعنا السعودي بكافة شرائحه العمرية والعلمية والوظيفية ، وهي قوة نحتاجها كوقود يومي لننعم بما أكرمنا الله به من نعم عظيمة، إنها قوة الفرح والبهجة والسعادة. من خلال ملاحظتي المستمرة للمتدربين في بيئة عملي المتميزة وبين زملائي المدربين وفي وسط عائلتي وجيراني وأفراد المجتمع المحيط بي أجد أن الجميع أوجب على نفسه نشر ثقافة الفرح. يقابلك بالسلام ثم ينظر لك بابتسامة ويصافحك بحرارة ويعانقك بمحبة ويثني عليك بمفردات تشعرك بسعادته لمقابلتك. الحفاوة والإحترام والتقدير وجعل الآخر يشعر بأهميته ومكانته سلوكيات تُمارس بشكل يومي جعلت ثقافة الفرح ومحبة الحياة تزداد في مجتمعنا السعودي. على الرغم من الظروف الغريبة والحزينة التي مر ويمر بها العالم العربي منذ عام ٢٠١١ إلى الان إلا أن سعودية الخير والسعادة وأبناؤها وبناتها ينعمون بطريقة تفكير مختلفة وخلاقة جعلتهم يزدادون إيمانا بأهمية وحدتهم وارتباطهم ببعضهم البعض وتكامل جهودهم فيما يعود على وطنهم بالخير والإستقرار ، وهذا قادهم بشكل تلقائي لتشجيع بعضهم البعض على النمو الفكري والاجتماعي ونشر ثقافة الفرح فيما بينهم. نحتاج الفرح في حياتنا فهو ضرورة كبرى لاستمرار الإنتاجية والبناء، المحبة العميقة التي تجمع الأسر والأصدقاء وأفراد المجتمع هي عمل مشترك يقوم كل طرف بدوره ليستمر قارب الحياة ويستمتع الجميع بالرحلة. كم أنتم رائعون يا أبناء وطني وأنتم تتشاركون المحبة والضحكة والفرحة وتشجعون بعضكم البعض على استدامة التنمية والتطوير في وطنكم المبارك والموفق بإذن الله المملكة العربية السعودية. السعودي يحب السعودي حباً حقيقيا خاليا من المصالح المادية ، حبا غير مشروط ، يحبه لأنه يتقاسم معه هذا الجزء من العالم ويعلم بأن محبته له وسيلة فعالة للوصول إلى حالة الفرح بالحياة على أرض هذه البلاد الطاهرة، يحبه لأنه يعلم بأن المصير واحد وأنهما والأجيال التي بعدهما سيتقاسمون النتائج والطموحات النبيلة التي ستتحقق بإذن الله وستبقي هذا الوطن شامخا عزيزا مستقرا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. هناك مصدر مهم للفرح وهو طريقة التفكير والاعتدال في إشباع الرغبات والملذات ، الفرح في أن تستمتع بالموجود وتنغمس فيه ولا تتحسر على المفقود. في كثير من مجالسنا تجد أن هناك دعوات مستمرة بين الجميع للتفكير بإيجابية وتذكر النعم التي تعيشها بلادنا بفضل الله وهذا أمر مبشر بأن أفراد المجتمع يحفزون بعضهم البعض نحو ما يجعل مسار التفكير الجمعي يتجه في المسار الصحيح الذي يملؤه الفرح والطمأنينة. بارك الله لنا في وطننا المملكة العربية السعودية وأدام علينا نعمة الفرح والاستقرار وجعلنا جميعا سعداء في الدنيا والآخرة.