بقلم | فايزة عسيري خطو خطواتهم الأخيرة ولم يعلموا أنها آخر خُطى لهم على الأرض صعدوا الطائرة ليقوموا بواجبهم في الأودية السحيقة والجبال الشاهقة، ولكن شاءت حكمة المولى أن تخرج أرواحهم الغالية وهي على القمم العالية، ما هذه الهمم الأبية لأرواح الصقور والأبطال، شديتوا الهمة فاعلنتوا الرحيل في القمة. نعاتب ذلك الجبل! الذي استقبل أرواحكم وأجسادكم ونجلده بلماذا؟ وكيف؟ ليس اعتراضا لا سمح الله … ولكنها صدمة الخبر وهول الفاجعة، نعدكم بأننا سنقف عليه يوماً ما لنتذكركم ولنذكر له مأثركم ومن أنتم …. وسنطلق عليه اسم (جبل الشهداء) الذي احتضن أرواحاً ابيه لفظت أنفاسها عليه، رجالٌ أشداء بالحزم وأقوياء بالعزم. أميرنا المحبوب (منصور) دخل قلوبنا قبل بيوتنا، ومرافقوه الذين صدقت رفقتهم له لآخر لحظة ورجالنا الافذاذ من محافظ، ومدير مراسم ومسؤولين، وقائدي الطائرة، وروح ذلك الجندي البطل البار بأمه الذي نشهد له بذلك ننعى جبال عسير ووديانها وسهولها اعتدنا من غيومها هطول المزن لماذا أمطرتي علينا الفقد والحزن؟ عسير لماذا أمرك عسير؟! مع من نحسبهم والله حسيبهم من خيرة الرجال، عدينا أن تكون آخر الأحزان بإذن الله ولاتفقدينا الغالي والعزيز.. جبر الله قلوبنا فيهم وجبر قلوب أهاليهم وذويهم واسكنهم فسيح جناته وتقبل أرواحهم الطاهرة قبول حسن وانزلهم منزلة الصدقين والشهداء. اللهم آمين.