بقلم | فاطمة الجباري كما أن للتعليم مخرجات قد تكون جيده ومفيدة وتنفع المجتمع أو رديئة قديمة لا تواكب العصر ولا تخدم المجتمع كذلك للتفاهة مخرجات تتطابق معها في الوصف ولا تشابها في المضمون. وحين نرجع كلمة تفاهة إلى أصلها ومعناها نجد أن تفاهة: (اسم) وجمعها : تفاهات ، تَوَافِهُ ومصدر تفِهَ : نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة. ولها معاني متعددة منها : تَفَاهَةٌ مَا بَعْدَهَا مِنْ تَفَاهَةٍ :بمعنى الحَقَارَةُ ، الدَّنَاءةُ، ومنها من يَشْتَغِلُ بِتَوَافِهِ الأُمُورِ : بِمَا لاَ أَهَمِّيَّةَ لَهُ. سأتطرق هنا إلى قضية اجتماعية حساسة للغاية أقف عاجزة عن وصفها أو فهمها أو حتى الحديث عنها متأملة مستغربة مستعجبه !! من حال المجتمع واللهث وراء الشهره عبر وسائل التواصل الأجتماعية بطريقة مخيبة للأمال بعيدة عن الواقع أمام قضية جيل اتابعه وعلى مدار اربع سنوات ماضيه من خلال ماينشره ومايقدمه من مقاطع فيديو وصور لايحمل فكراً ولا يقيم للمبادىء وزناً جيل تجرد من القيم والأخلاق والأداب جيل باع فكره وأخلاقه ومبادئه وحياءه بثمن بخس وأشترى التفاهه ليضحك الناس ويقال عنه مشهور. ماذا ننتظر من جيل فقد قيمه وأخلاقه وقبلها باع عقله والغى فكره وأصبح مقلداً متابعا للتافهين من صنع هذا الجيل ؟وماهدافه ؟ وماهي النهاية؟ أنها حرب فكر تفنن الأعداء في اتقان تلك الوسائل باغراء عجيب وحبكة فريدة غزو البيوت ونفثوا سمومهم ولوثوا عقول وقلوب ابنائنا وبناتنا . حاصرونا في عقر دارنا أننا أمام مشكلة لايمكن تجاهلها او التقليل من شأنها مشكلة جيل قادم هو عتاد الوطن وعدته رسول الإسلام وحمام السلام إذا فقد القيم فقد معها الدين والاخلاق والمبادىء التي تربينا عليها و ثوابتنا الراسخه التي لانقبل المساومه عليها. جيل أصبح همه الضحك والأستهزاء والسخرية بأي شكل وأي طريقة مقاطع سخيفة وعبارات نابيه واشكال مقززه والبسة فاضحه ايذاء للنفوس والأرواح قبل الأجساد حتى الحيوانات لم تسلم من تلك التفاهات . أصبح الأيذاء وسيلة للتندر والضحك أحراق القطط وقبلها الخيل ثم مواصلة الضحك بالتهديد بالسلاح او رمي الالعاب المتفجره أو قذف من أعلى مرتفع او وسط مسبح في وسط غفلة وذهول . انتشار مقاطع تافهه رقص وغناء ومجون وعبث سب ولعن وشتم تساهل في نشر الأعراض ولسان الحال يقول نريد العالم يرانا بأسواء احوالنا وصورنا نريد نريهم أننا أحرار ونفعل مانريد !! أتعجب هل الحرية في التخلي عن قيمك ومبادئك وأخلاقك ؟ هل الحرية أن تبيع عقلك حتى لايكاد يفرق بينك وبين المجنون؟ نحن أمام قضية جيل فارغ من الداخل ليس لديه هدف في الحياة سوى الضحك ونشر المقاطع والصور،جيل فرط في العبادات والمعاملات لايحترم دينه ولاوالديه ولامعلميه ولاقيمه ولامبادئه ولامجتمعه. جيل أصبح كل همه مصاحبة التافهين والنشر لهم والضحك معهم. أتوقع أن الأهداف والنوايا باتت واضحه خلق جيل ضعيف ركيك وطمس هويته واقصاء فكره ومصادرة قيمه والتخلي عن مبادئه وأخلاقه حتى يصبح طعماً سهلاً ابتلاعه واقتلاعه من جذوره وتوجيهه كما خطط له يسهل اصطياده والعبث به . نحن أمام قضية ليست سهلة ولاهينه ولايمكن غض الطرف عنها لأنها قضية أسرة ومجتمع ووطن قضية تعصف بمستقبل ابنائنا وبناتنا . وفي ذلك قال المتنبي : من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام إذا ماهي النهايه ؟ قد توجعكم كلماتي وتؤلمكم عباراتي لكنها الحقيقة المره ستكون النهايه جيل ليس لديه مسؤوليه تجاه دينه أو أخلاقه أوقيمه ،لاغيره ولاحميه على محارمه،جيل استخف بالعقول كما استخف بعقله . ماطرح سابقا على سبيل الحصر لاالتعميم لكنه يمثل شريحة مهمه غاليه على كل أم وأب يمثل ثمار تربية وسهر الليالي وكفاح السنين يمثل أمانة ومسؤولية في أعناق الأباء والأمهات سيسألون عنها ويحاسبون على تفريطهم بها. فالنساهم في نشر الوعي وتحذير ابنائنا وبناتنا من أخطار تلك المواقع على الأخلاق والقيم عامه وعلى مجتمعنا خاصه ،أن المجتمع بحاجة إلى عقول نظيفة وأخلاق كريمه ليس بحاجة لنشر التفاهات والتندر عبر الحسابات ومواقع التواصل . قد جسد الشاعر مشاعر الاباء والأمهات تجاه ابنائهم في هذه القصيده فكان لجمال القصيد سحر فريد في هذه الأبيات التي كتبها الشاعر العراقي /سعد على مهدي بعنوان (إلى أولادي هناك): شوقي لكم جمرٌ تمادى في السعير على دمي صيف الصحارى حين تحلمُ بالشتاءِ القادم ِ شوق الغريق لشهقة ٍ تبقيه حيّا ً .. في محيط ٍ ظالم ِ يا نبضَ قلبي حين أكتبُ .. يا حصادَ مواسمي أورثتكم طبعا ً تجلى في جناح فراشة ٍ يا رقة ً تكسو طباع حمائمي لا كنتُ إن جرحت حروف قصيدتي جفنا ً لكم .. أو أمطرتهُ غمائمي لكنني أوشكتُ من فرط الوساوس أن أرى طيفا ً يجسّد تربتي قبل احتضان براعمي إني ذبيح الصمت منذ أضعتكم في آخر الدنيا.. وبتّ بلا فم ِ بقلم / فاطمة الجباري