رجال الدولة العظماء يغالبون انفسهم من أجل دولهم، وحين يتجاوزون ذلك الى مغالبة انفسهم من أجل مصير أمتهم في اقطار اخرى فذلك استجابة للقدر الذي يريده الله تعالى. والقيادة ليست مجرد منصب وسلطة توفرها القوة، لكن القيادة مسؤولية بنتائج يحكم الآخرين على مستواها وعلى تأثيرها ونتائجها… فكيف اذا كانت القيادة واعباءها بحجم مسؤوليات ومخاطر وأهمية وقداسة المملكة العربية السعودية؟. لا شك ان الإجابة لا يعرفها في ايامنا هذه وعلى وجه الدقة إلا الملك سلمان ونائبيه ووزير خارجيته. ماذا فعل الملك وطاقمه القيادي وحكومته في وقت لا يتعدى الشهرين منذ أن استقرت ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب؟ إنه مُذهل بل ومدهش أن يفاجىء الملك وطاقمه العالم أجمع بعقد عدة قمم تاريخية في آن واحد ومكان واحد وبحظور قائد اكبر قوة عسكرية واقتصادية على وجه الأرض ومعه اكثر من خمسين رئيس دولة عربية واسلامية. إن كل ذلك مجرد عناوين رئيسة لكن ماذا فعل الملك ونائبيه حقيقةً من أجل بلادهم ودينهم وشعبهم واشقاءهم العرب والمسلمين؟ الإجابة لن تتضح خلال ايام لكن بدون ادنى شك أن الشعب السعودي هو الأول الذي سيرى طلائع نتائجها قريبا وخاصة اجيال الشباب على كافة الأصعدة. لم يكن هناك خلال القمم الثلاث من هو أشد غيضاً وحسرة على الأرض من مرشد الإرهاب العالمي خامنئي وحرسه الثوري وهم يشاهدون ويتابعون الملك الحازم الحكيم سلمان وهو يأتي بالرئيس الصاعد القوي العنيد دونالد ترمب وطاقمه القيادي والاداري والأمني، ومعه قادة المسلمين في الرياض للتضامن ضد الإرهاب الذي يصنعه الخامنئي وزبانيته. يخطىء من يظن أن القيادة السعودية تعمل من فراغ أو تهرول عبثاً او تخطىء التقدير… السعودية على موعد جديد نحو تغيير المنطقة من الخوف الى الأمن ومن الشتات الى التوحد لغرض النماء والبناء. إن الأرقام الفلكية التعاقدية والاستثمارية التي تم الاعلان عنها مع الجانب الأمريكي المستفيد الأول منها هو المواطن السعودي والخليجي والعربي والإسلامي. السعودية كانت وستظل الرقم الأصعب الذي لن يستطيع الشرق والغرب تجاوزها لصنع السلام وتحقيق الأمن في المنطقة والعالم. هل المستحيل فعلاً هو مستحيل؟! وهل كان يعتقد المشككين ان الرئيس العنيد ترمب سيأتي الى الرياض قبل أي مكان اخر بالعالم، وللمرة الأولى لم يتمكن من النوم المريح بطائرة الرئاسة كما اشار مرافقوه خلال رحلته تلك ليعقد اولى مهامه خارجيا مع قيادة على رأسها ملك حازم بخبرة 60 عام ومعه نائبين اشداء. تعلمت القليل من لغة الجسد، وكان الرئيس ترمب يحمل بداخله رهبة ووقار منذ هبوطه في الرياض. تلك حقيقة. لقد انحنى وَهْم المستحيل لمن اراد الحياة لشعبه وأمته. وستبقى يومي 20 ، 21 من مايو 2017م حدث عالمي كبير في تاريخ المنطقة صنعته الرياض بصمت وتواضع هدفه تحقيق السلام وليس اشعال الحروب. يعيش الملك الشجاع صانع المجد الجديد. كم هو فخور بشعبه الوفي ومن أجله يسهر ويخوض اعتى المعارك.