تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود – حفظه الله – تستضيف جامعة الملك عبدالعزيز بجدة غداً فعاليات معرض ومؤتمر “نايف .. القيم”. وأوضح عميد معهد الدراسات العليا التربوية المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي أن إقامة هذه الفعاليات تأتي ضمن مبادرات الكرسي في سياق الاعتراف بالفضل للأمير نايف بن عبدالعزيز ، صاحب الفكرة الأولى في تأسيس كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية عام 1432ه ، مبيناً أن فعاليات المعرض تستمر على مدى أسبوعين ، مبرزة الدور الريادي والإنجازات التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – لدينه ووطنه وأمته . وأضاف أن معرض “نايف .. القيم” ما هو إلا تذكير لأبناء الوطن بالمناقب الفريدة التي طبعت شخصية الأمير نايف –رحمه الله- ، من حبه للوطن والتفاني في خدمته ومواجهة الأزمات والتحديات بروح المسؤولية العالية وتعريف العالم بالجهود الكبيرة التي بذلها في مقارعة الفكر الضال ليس بالإجراءات الأمنية المتقدمة فحسب ولكن بإستراتيجية التعامل الفكري وتجفيف منابع التطرف . ولفت إلى أن المعرض سيتضمن ندوات ومحاضرات وعروضا مرئيّة تقدم صورة شاملة عن الأمير نايف بن عبدالعزيز، مثمناً في هذا الصدد رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض التي تأتي تأكيداً على أهمية محتواه واستعراضه لسيرة رجل من طراز نادر ، خلف أثراً قيمياً وأخلاقياً بالغاً في جميع مناحي الدولة ومن خلال جميع المناصب التي تقلدها . وأفاد أن شخصية الأمير نايف تشكل رمزاً له عمقه الوطني والاجتماعي والفكري والأمني والإعلامي ، وهو الذي أسهم مع إخوته من أبناء الملك المؤسس في ترسيخ ما نحن عليه من أمن واستقرار وحضور عالمي وتسليط الضوء على إنجازاته واجب للتذكير بالقيم والأخلاق التي تأسست عليها هذه البلاد . وأشار إلى أن فعاليات معرض “نايف.. القيم” تضم ندوة علمية على مدى يومين يتحدث فيها الأمراء والوزراء ممن رافقوا الأمير نايف بن عبدالعزيز في حياته ، كما سيحوي المعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية والصور والمقتنيات الخاصة به ، وسيتم توزيع كتاباً خاصاً أعده الكرسي عن إنجازات الأمير نايف بن عبدالعزيز في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية ، كما سيرافق المعرض أوبريتاً وطنياً من إعداد وتنفيذ منسوبو جامعة الملك عبدالعزيز في حين سيرافق المعرض تدشين موقعاً إلكترونياً على شبكة الإنترنت لعرض وتوثيق إنجازات الأمير نايف، إضافة لإنشاء قناة إلكترونية على الإنترنت، وعرضاً مسرحياً بعنوان “نايف.. القيم”، كما سيتم تنظيم زيارات مدرسية وجامعية للمعرض، وكذلك تنظيم ورش عمل متنوعة أثناء فترة المعرض حول تعزيز القيم الأخلاقية. وبين أن اللجنة التوجيهية العليا لمعرض “نايف القيم” كانت قد عقدت اجتماعها الأول في وقت سابق برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس اللجنة ، وحضور أعضاء اللجنة وهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف مستشار سمو وزير الداخلية ، ومعالي مستشار سمو وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ، ومعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي ، والرئيس التنفيذي للمعرض الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي . ولفت الدكتور الأفندي إلى أن اللجنة خلال اجتماعها رصدت استعدادات الجامعة للمعرض والفعاليات المصاحبة ، كما استعرضت الأسماء المرشحة للمتحدثين الرسميين في الندوات المصاحبة للمعرض مشيراً إلى ما تحقق من إنجازات لأعمال كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية خلال الفترة الماضية وعلى جهود الجامعة في التحضير والإعداد لهذا المعرض بمتابعة من معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي . الجدير بالذكر أن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية أسس بناءً على توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وذلك خلال محاضرةٍ ألقاها في جامعة الملك عبدالعزيز عن القيم الأخلاقية والاعتدال في عام 1432ه ، حيث قال “إن من أهم وأولى ما نستطيع تقديمه نحن المسلمين للعالم اليوم في ظل العولمة والتواصل والترابط بين شعوب العالم هي القيم الأخلاقية المستمدة من ديننا وهويتنا الأصيلة وحضارتنا الإسلامية المجيدة ” وبناءً عليه انطلقت أعمال كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية. وتتمثل رؤية الكرسي في أن يكون مرجعية معرفية وبحثية للقيم الأخلاقية الإنسانية وفق رسالته المتمثلة في تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع وتفعيلها بأساليب عصرية ووسائل منهجية والتفاعل الإيجابي مع المجتمعات الإنسانية ليحقق جملة من الأهداف وفي مقدمتها تعريف المجتمع بالقيم الأخلاقية من خلال الندوات والمؤتمرات والمشاركات المتنوعة في الداخل والخارج والإسهام في وضع المعايير والمؤشرات العلمية التي تحكم تطبيق القيم الأخلاقية في المجتمعات الإنسانية بعامة من خلال الشريعة الإسلامية. كما يعكف الكرسي على إعداد الدراسات التي تساهم في تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع السعودي وفي المجتمعات الأخرى، بما يتوافق مع متغيرات هذا العصر والدراسات التي ترصد المشكلات الأخلاقية في المجتمع السعودي ومظاهرها وأسبابها وتقديم الحلول العلمية والعملية لحلها والحد منها إلى جانب تعميم ثقافة القيم الأخلاقية في جميع شرائح المجتمع السعودي والعمل على تطبيقها في الواقع، ودراسة معوقات القيم الأخلاقية في المجتمع، واقتراح أنجع السبل للقضاء عليها . ويوجد للكرسي تعاونات مع المؤسسات والمراكز البحثية والفعاليات الاجتماعية المتنوعة لوضع استراتيجية وطنية عامة لنشر القيم الأخلاقية في مختلف الشرائح الاجتماعية والعمل على حمايتها وتعزيزها ، وقد أصدر أكثر من 35 بحثاً علمياً ونظرياً وتطبيقياً تعنى بالقيم الأخلاقية في المجتمع في عدة مجالات منها التربية والتعليم والإعلام، وعُمِّمَت توصياتها على الجهات ذات العلاقة في الدولة. وأطلق الكرسي مشروعاً وطنياً يتمثل في دراسة حالة القيم الأخلاقية لدى المرأة السعودية وهناك تعاون بينه وبين هيئة تقويم التعليم لإعداد مصفوفات القيم الأخلاقية لإدراجها ضمن المناهج ومقررات التعليم العام في المملكة ، وقد نظم مؤتمراً قُدِّمَت خلاله 10 أوراق عمل إضافة لندوتين علميتين حول القيم الأخلاقية ، ونفذ 30 ورشة عمل متنوعة، و12 محاضرة حول تعزيز القيم الأخلاقية، كما شارك بأوراق عمل في 9 مؤتمرات وندوات داخل وخارج المملكة . وأعد الكرسي مشروع الخطة الجامعية لتعزيز القيم الأخلاقية الواردة في خطة التحول الوطني 2020 ، وقدم مشروعاً لإعداد خطة استراتيجية وطنية لتعزيز القيم الأخلاقية 1438-1442ه ، ونشر 15 مجلداً حول القيم الأخلاقية تم توزيعها على جامعات المملكة ومراكز البحوث والمكتبات العامة وقام بتعزيز القيم الأخلاقية لدى الكتاب والصحفيين من خلال التفاعل والتواصل مع 200 كاتب وكاتبة لشكرهم على المحتوى الأخلاقي والقيمي في مقالاتهم. كما نظم الكرسي مسابقة “أخلاق للأفلام القصيرة” لتعزيز القيم الأخلاقية من خلال السينما شارك فيها الطلاب والطالبات من مختلف مراحل التعليم العام في المملكة ب 38 فيلماً قصيراً ، وساهم عبر حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” ب 4500 مشاركة لنشر ثقافة القيم الأخلاقية ، مما انعكس على عدد متابعي حساب الكرسي الذين بلغوا 24 ألف متابع . كما أعدّ الكرسي مصنّفاً لببلوجرافيا القيم تضمن أعمال المؤلفين والباحثين القدامى والمحدثين والمعاصرين الذين اهتموا وعالجوا مواضيع القيم والأخلاق ، ونفذ مشروع سفراء القيم الذي ضم 80 سفيراً وسفيرة لنشر ثقافة القيم الأخلاقية والوسطية والاعتدال في بلادنا ، ووقّع 5 مذكرات تفاهم مع جهات وطنية تعليمية واقتصادية واجتماعية لنشر وتعزيز القيم الأخلاقية ، وقدم الاستشارات العلمية وأعمال التحكيم العلمي لعدة جهات رسمية وخاصة. وكان قد اعتمد معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي دعم 15 بحثاً تتناول مواضيع القيم والأخلاق في المجتمع السعودي. حيث سيكون من عناوين هذه الأبحاث: تعزيز القيم الأخلاقية لدى المرأة السعودية، ودور وسائل الإعلام الإلكتروني في تعزيز القيم الأخلاقية، التماسك الاجتماعي وعلاقته بكل من الاغتراب الثقافي وأزمة الهوية، دور الأمن الفكري في تعزيز القيم الأخلاقية لدى الناشئة، نظام لقياس القيم الأخلاقية وانتشارها جغرافياً، دور الأسرة في تعزيز القيم الخلقية لدى الطفل، دور الأنشطة اللامنهجية في تعزيز منظومة القيم الأخلاقية، ومدى تأثر القيم الأخلاقية بالتغيرات المعاصرة في المجتمع السعودي.