نجح مهرجان “سفاري بقيق”، في تعريف الزائرين بتاريخ هذه المدينة ومراحل تطورها وانتقالها من مرحلة إلى أخرى، متأثرة بمراحل اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية، واتساع رقعة الأعمال، بحثا عن آبار النفط الجديدة، والتوجه لإنشاء معامل لتكريره. ويشير هذا التاريخ إلى أن هناك مصادفة عجيبة، أسفرت عن توجه شركة أرامكو السعودية لتأسيس بقيق، تلك المدينة التي كانت شاهدة على كفاح الشركة وموظفيها ومهندسيها وإدراييها لتعزيز مكانة المملكة كدولة نفطية في المقام الأول. وعرضت شركة أرامكو السعودية في جناحها، الذي تشارك به في مهرجان “سفاري بقيق”، القصة الكاملة من تاريخ بقيق، وكيف أنشأتها عن أماكن قريبة من حقول البترول، لتكون مقراً جديدا لسكن عمالها، بدلا من المناطق العشوائية القديمة. وتشير الشركة في المعلومات التي عرضتها بالمهرجان إلى إن “الصدفة وحدها هي التي أوجدت مدينة بقيق”. وتقول أرامكو في هذه المعلومات إنها كانت توفر مساكن لعمالها ومهندسيها في منطقة أطلقت عليها “كامب البدو”، وهو من أقدم الأحياء في مدينة الدمام، ويرجع تاريخه إلى أكثر من 50 عاما، وكان يضم مجموعة كبيرة من الهناجر ومحرقة كبيرة. وكانت الحياة في هذا الحي في حركة دائمة تتوافق مع تركيبة أهل الحي، وبين أزقة الحي وبيوتاته القديمة، يشتم الزائر رائحة الماضي، ويستدل بشكل الحياة التي كانت قبل عشرات السنين. ويضم حي “كامب البدو” العديد من الحواري مثل حارة التعاون وحارة المسجد القديم وحارة مستوصف 76 وحارة السود وحارة الحديقة الجديدة. ويقسم الحي إلى مربعات مسماه على شكل حارات، وكل حارة لها أسلوبها في نمطها المعيشي. وفي عام 1953م، احترق جزء من حي “كامب البدو”، مما استدعى شركة أرامكو السعودية إلى البحث عن حي آخر، بمجموعة من الغرف التي عرفت باسم “اللاينات”، ومن ثم قامت الشركة على إنشاء بيوت نموذجية لموظفيها في مدينة بقيق. وتقول معلومات “أرامكو” في هذا الجانب إن “تأسيس مدينة بقيق يعود إلى كم الاكتشافات الضخمة لحقول الزيت وإنشاء معامل معالجة الزيوت في المنطقة القريبة من الآبار، مما كان إيذاناً بظهور مدينة بقيق”، مشيرة إلى أن “المعامل كانت بحاجة إلى العمال، وهؤلاء من جنسيات مختلفة، على رأسهم السعوديون القادمون من مختلف أنحاء المملكة، وهؤلاء يحتاجون إلى مساكن، التي كانت في البداية عبارة عن خيام صغيرة قبل أن تتحول إلى بيوت من الخشب، ثم إلى بيوت نموذجية ذات بنية تحتية من طرق وإنارة ومياه ومرافق صحية تطورت شيئاً فشيئاً، وعلى هذا المنوال، وخلال عشر سنوات، كانت فراشة بقيق تخرج من شرنقتها، لتبرز مدينة نموذجية فوق ما كان كثبانا رملية في وسط الصحراء، وبدأت بقيق تظهر وتبرز كمدينة نموذجية مع إنشاء معامل معالجة الزيت”. وتعرف مدينة بقيق اليوم كموقع مهم في صناعة واستخراج الزيت في المملكة العربية السعودية، يبلغ عمرها نحو نصف قرن، خططها القائمون على شركة أرامكو آنذاك، لتكون للعاملين في الشركة. وكانت بداية بقيق بسيطة كما يذكرها المؤرخون من أهل المدينة، فمن العشش الى الخيام الى تخطيط المدينة بشكل نهائي وتمليك اراضيها لعمال الشركة ومهندسيها. ومن مدينة كانت تعاني التلوث، الى مدينة تمتلئ بالخضرة والجمال. ويبلغ عدد سكان نحو 50 ألف نسمة، وتضم حوالي 40 هجرة، وبالمدينة مستشفى حكومي يتسع الى 30 سريرا ومستوصفين حكوميين وثلاثة مستوصفات خاصة. وتبعد “بقيق” حوالي 75 كم جنوب مدينة الدمام، وتعد من المدن الهامة في المنطقة، وتمتاز بموقعها المتوسط بين الدمام والأحساء. وتعتبر بقيق واحد من أكبر حقول الزيت في العالم، كان أول إنتاج لبئر بقيق ما قرابته 9720 برميل في اليوم. تبعد عن البحر 27 كم، وهذا البحر هو الخليج العربي، وتسمى المنطقة بالقرية، وهي منطقة تابعة لشركة أرامكو السعودية التي وفرت بها كل مستلزمات الراحة والترفيه.