الدعاء في ظهر الغيب من أخلص العبادات ،ويمثل ايمان المسلم الواثق بربه تعالى، وهذا ما نرجوه لأنفسنا كمجتمع ومكان هو قبلة المسلمين. لكن نحن الآن في زمن التهى وانشغل فيه الناس بأمور حياتية (مادية) لا حصر لها ومن الضروري لفت انظار العامة وتوعيتهم من المسلمين في بلادنا وخارجها وإرشادهم الى قيمة التضرع الى الله وعواقب اللجوء اليه سبحانه في كل حين، وخاصة في المساجد الجامعة للمؤمنين.، الم تكن المساجد في جميع الازمات التي مرت على بلادنا خلال الثلاثين عام الماضية تبتهل الى الله في صلوات الليل والنهار بأن يحمي الله هذه البلاد ويقوي عزيمة قادتها وينصر جيوشها؟، فكان لذلك صداه وإلهامه للناس نحو قيمة وعظمة اللجوء الى الله الكريم في الأوقات الحالكة والخطيرة ؛ وهو ما أثر على مشاعر وإيمان الناس حتى سكان البادية والمجالس العامة للرجال والنساء وكل مسلم على هذه الارض. فما الذي تغير؟ اليست الظروف الحالية هي أشد واصعب مما سبقها على جانب التهديدات الخارجية وطغيان الثورة الارهابية في ايران وخطورة ادوار عبيدها المستعربين في العراق واليمن وسوريا ولبنان واذنابها الآخرين بمن فيهم القاعدة وداعش والخلايا الارهابية النائمة في منطقة الخليج وغيرها، وهناك المؤامرات الخطيرة من دول الغرب والشرق ضد بلادنا وعقيدتنا السمحاء!؟، فلماذا خَفَتَ الدعاء نهائياً في المساجد وأنشغل الأئمة بما لا نعلم ، وأين طلبة العلم والدعاة المؤثرين الذين نعرفهم؟ ولو كانوا في جبهات القتال فلن نعذرهم مع انهم في اعظم جهاد،بل ان صمتهم على افتراض انهم هناك سيجعلنا نظن أنهم استشهدوا جميعا ولهم الرحمة من الله،. اليس هذا غريب وعجيب وخطير!؟… لماذا لم نعد نرى الكثير من اولئك الرجال يتقدموننا خاشعين مبتهلين أو على الأقل نسمعهم يحثوننا وغيرنا الى التضرع لله تعالى طلبا لنصر الاسلام والمسلمين وتمكين المقاتلين المؤمنين في عاصفة الحزم وإخوانهم رجال الأمن في مجابهة الارهاب!؛؟ما الذي تغير وماذا اشغلهم؟ وهل منعهم أحد من الدعاء والاستغاثة بأن يحمي الله البلاد والعباد؟!. ومن يمنع توعية وتحفيز الناس وحثهم في الجوامع والمساجد والمنتديات على الدعاء والتوجه الى الله تبارك وتعالى برجاء العون والرحمة والنصر والقوة وبسط الأمن وهو القادر عليها جل شأنه، وهو القائل سبحانه [ادعوني استجب لكم] الآية؟. اما السؤال الأخير فهل للوضع الاقتصادي دور في التجاهل والإنكفاء؟ فجميعنا وبلادنا بألف خير وأمن شامل . اسئلة حائرة تبحث عن أجوبة. ان صمتهم عن الدعاء وتوعية المجتمع وتواريهم عن المشهد يفقدنا الثقة ليس فقط بهم ،بل وبكل ما سيقولونه لاحقا. اللهم الهمنا اللجوء اليك في كل حين ولا تحرمنا بمعاصينا البعد عن الوقوف ببابك طلبا لعونك ورحمتك ونصرك فأنت وحدك رجاءنا.. لا هم.