بقلم | عبدالله العابسي كان المقاتل السعودي المرابط بمشارف الجولان السوري وغور الصافي الأردني وكافة جبهات القتال بالشام في الحروب العربية الاسرائيلية يرسل تحياته واشواقه بصوته الى اهله ووطنه مُسجلاً عبر اثير اذاعة المملكة العربية السعودية من خلال برنامج (رسائل الجنود الى اهلهم وذويهم)، كان يقدم للبرنامج اعلاميين رائعين منهم الاعلامي القدير الراحل ابراهيم الذهبي ذو الصوت الرجولي المميز رحمه الله، حينها تتحلق العوائل السعودية بالمملكة حول المذياع ليلاً لعلها تسمع صوت أبنها وهو يقول: بسم الله الرحمن الرحيم نصر من الله وفتح قريب انا المرابط على خط النار الجندي، العريف، الرقيب، الملازم، النقيب… اهدي سلامي واشواقي الى الوالدة الغالية والوالد الكريم والعائلة وابناء قريتي الفلانية… وليت البعض حاليا يرى كيف كانت دموع الفرح والفخر معاً تنهمر من عيون الامهات والأخوات والزوجات عند سماعهم لتلك الرسائل الأثيرية بأصوات ابناءهم المرابطين. وحينها قد لا يتوفر بالقرية اكثر من جهازين للاستقبال (مذياع)، وتلك ايام خلت. شكرا لذلك الاعلام الوطني الرائع القديم الذي رغم قلة امكاناته إلا انه لعب دوره المستطاع بإعلاميين مميزين يمثل الواحد منهم كتيبة اعلامية شاملة بكل ماتعنيه الكلمة. رحم الله ذلك الاعلام وغفر له. وكم ظلمنا اعلامنا الحالي وتجاهل تضحيات قيادتنا وشعبنا ومقاتلينا رغم تطورات اجهزته ووسائطه وامتيازاته. لقد احيت فينا عاصفة الحزم روح التضحيات والجهاد وجعلتنا نتذكر ماضٍ مُشرف لبلادنا بقواتها المسلحة المناضلة، وذكرتنا بتنكر بعض العرب لتضحياتنا وغدرهم بنا رغم دماءنا الغزيرة التي سالت جهاداً ونخوة وشهامة على ربى دمشق والجولان وطبريا. سيظل المقاتل السعودي رمز للتضحية والوطنية والجهاد، فهو قوي الباس صادق في اللقاء، يقاتل دفاعا عن عقيدته ومقدساته وأرضه كما كان اسلافه عبر التاريخ من يوم ذي قار الى عاصفة الحزم، فالعدو هو نفسه والمكان هو ذات المكان وإن تغيرت الأسماء. رسائلنا لكم مقاتلينا المرابطين تحمل دعوات بالسحر … نصركم الله وسدد رميكم وهزم بالرعب عدوكم.