تصدرت منطقة عسير قائمة الوجهات السياحية بالمملكة، مما جعل من مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية لعام 2017م، وجعل من محافظاتها ال 15ومراكزها ال 128، وقراها المنتشرة وجهات سياحية متعددة ، اجتمعت الآراء على جمالياتها وجعلت كل الأنظار تتوجه إليها. فمنذ سنوات مضت كانت المنطقة تعمل على تحقيق التنمية السياحية التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية، لإيجاد المساحة الكافية لإرضاء الزوار والمصطافين اللذين يتوافدون إليها كل موسم سياحي من جميع مدن المملكة ودول الخليج، وتهيئة المكان بما يتوافق مع أجوائها وطبيعتها السياحية. ثم برزت مدينة أبها كمدينة سياحية لتفوز بلقب جائزة عاصمة السياحة العربية 2017م من قبل المنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية، والتي جاءت كأولى ثمار مسيرة تنميتها السياحية. واستعرضت مجلة سياحة ومعارض في عددها الأول الصادر من أبو ظبي التي تلقت وكالة الأنباء السعودية نسخة منها، قصة تنميتها الحالية وما وصلت إليه من تطوير ونقلات نوعية في شتى المجالات. فقد حققت منطقة عسير بمتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نجاحا كبيرا منذ البدء في تنفيذ مراحل مبادرة (عسير وجهة سياحية رئيسة طوال العام) التي أطلقها سموه نهاية عام 2013م مع عدد من شركاء المبادرة حيث استطاعت المنطقة العمل على ما تضمنته تلك المبادرة من ثلاث خطط لتنفيذها ، وهي الخطة الآنية للمبادرة 2014م ، والخطة المتوسطة 2015، والخطة طويلة الأجل ما بعد 2015م ، للوصول إلى الهدف المنشود في العام 2020م ، الذي يجعل من عسير أفضل وجهة سياحية في المملكة. وحرص أمير منطقة عسير على نجاح تلك المبادرة التي تعني بتطوير السياحة في بشكل مستدام ، في ظل المقومات والإمكانات السياحية التي تتميز بها المنطقة ، بفضل ما وصلت إليه من تطوير في بنيتها التحتية ، التي تم من خلالها إنشاء العديد من المشروعات السياحية. ففي مدينة أبها ، يوجد الكثير من عناصر الجذب السياحي ، إضافة إلى ما تمتلكه المواقع السياحية التي تحيط بها في كل اتجاه، حيث يعتبر الجبل الأخضر”جبل ذره” من أبرز المعالم في المدينة ، لارتفاعه وإطلالته على معالم المدينة وسهول ووديان تهامة ، مما جعل منه مكاناً يستمتع فيه الزائر والمصطاف بأفضل الخدمات المساندة والاستراحات المغلقة والمفتوحة، والخدمات الترفيهية والمقاهي ذات الإطلالة الجميلة على المدينة، بالإضافة إلى اتصاله بمنتزه أبها الجديدة عبر العربات المعلقة، والتي يتمكن الزائر من خلالها مشاهدة المدينة ووديانها وإطلالاتها على سهول تهامة الخلابة. وعلى ضفاف أبها غرباً تقع “أبها الجديدة” التي تتربع على بحيرة السد ، وتحتضن أكبر فندق سياحي بالمنطقة، وتشمل على عددٍ من الفلل السكنية ذات الإطلالة المميزة على السد ومدينة الألعاب والحدائق العامة التي تحف بأروقة الفندق مع جميع الجهات الأربع. وعلى ارتفاع 2800 متر تقريباً يقع متنزه السودة الذي يبعد عن مدينة أبها حوالي 20 كيلو متر، ويتميز بغطائه النباتي الكثيف وجباله الشاهقة المكسوة بأشجار العرعر ذات الخضرة الدائمة على مدار العام، كما يحتضن متنزه الملك عبدالعزيز، ويضم العربات المعلقة، التي تحتوي على 14 عربة مجهزة بأحدث وسائل الراحة والسلامة، لتنقل المصطاف بمسار يبلغ طوله 7 كلم بعمق 2 كيلومتر إلى سهول تهامة، يتعرف خلال زيارته على أبرز المقومات السياحية في محافظة رجال ألمع وما تتميز به من أجواء تتواكب مع رغبات الزوار في القرية التراثية وما تقدمه من أكلات شعبية تشتهر بها المنطقة. ويأتي متنزه الحبلة الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة أبها ويبعد حوالي 50 كيلو متر، ويعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي في المنطقة ، حيث يقصده الزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج ، ليشاهدوا عظمة الخالق في تركيب القطوع الجبلية التي ترسم لوحة جمالية جاذبة، حيث يضم المنتزه عدد من المنتجعات السياحية المتكاملة ، وساحات متفرقة لممارسة رياضات السيارات التي تسمى ” التحجير”، والعاب متنوعة لمختلف الفئات العمرية، وميادين لألعاب المخصصة للفروسية، إلى جانب محطة للعربات المعلقة ” التلفريك” التي تربط المنتزه بالقرية والمزارع القديمة لأهالي الحبلة . ولم يعد الزائر لمدينة أبها يقتصر على التمتع بما حبى الله هذه المدينة وما جاورها من تباين التضاريس، بل أصبح يدرك أن المنطقة تنفرد بسياحة الموروث، وذلك بما تكتنزه من أرث للإنسان والمكان، مما زاد التقدير لقيمتها التاريخية في ضوء استيعاب متطلبات الصناعة السياحية التي تتنامى سنوياً. ولعل المتاحف والقرى التراثية والآثار القديمة المنتشرة في منطقة عسير دليلاً واضحاً لنقل الزائر عبر مكوناتها إلى الماضي العريق الذي يشتهر به أبناء المنطقة ، ففي قرية المفتاحة وسط أبها، وقصر شدا بجوار إمارة المنطقة يجد الزائر وجهته في التعرف على الآثار القديمة والعديد من الخدمات التعريفية بالمنطقة وتاريخها الذي يعود لأكثر من 150 عام. وتميزت منطقة عسير بالعديد من المقومات الفريدة التي تسهم في تميز السياحة فيها، نظراً لأتساع مساحتها وتنوع بيئتها واختلاف جغرافيتها وتضاريسها، ففيها الصحراء والجبل والسهل والوادي ، مما جعلها تزخر بقرى أثرية يعود تاريخها لآلاف القرون، كما تتمتع بمميزات ثقافية واجتماعية وبيئية، بالإضافة إلى تطورها الاقتصادي وما تحتويه من مجمعات تجارية ومدن ترفيهية ومتاحف وغيرها من المقومات التي جعلتها وجهة للسياحة القيمة التي تستهدف السياح من داخل المملكة ومن دول الخليج . وقد حققت صناعة السياحة في عسير مصادر دخل متعددة لأهالي المنطقة من خلال معارض الأسر المنتجة والمعارض الموسمية التي تواكب إقامة الفعاليات والبرامج الصيفية والشتوية في مختلف محافظات ومراكز المنطقة ، مما حقق لهم مصادر دخل بديلة أدت إلى ارتفاع مستوى معيشة الفرد في المجتمع، بالإضافة إلى الحد من تسرب النقد إلى الخارج وحصره في السياحة الداخلية خاصة للعائلات. ولعل نمو السياحة الداخلية في المملكة عامة وعلى مستوى منطقة عسير خاصة أدى إلى زيادة وعي المواطنين وتعريفهم بشكل أفضل مما يحقق لهم الانتماء الوطني ودعم بناء الوطن لتكوين صورة ذهنية مميزة عن المملكة وشعبها، وتوثيق ما يسهم في تحسين مستوى حياة الناس وتقديم الخدمات المميزة للسياح والمقيمين في المنطقة على حد سواء.