أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد العمران أن هناك عددا من المعلمات مريضات نفسيا في بعض المدارس بسبب تشددهن في الدين، أو تعرضهن لضغوط ومشكلات أسرية أو خسائر مالية في الأسهم. وقال إن الوزارة استقبلت شكاوى أولياء أمور طالبات تعرضن لممارسات غير مقبولة من هذه الفئة من المعلمات، وإن ذلك يتسبب في كراهية الطالبات للمواد التي تدرسها هذه الفئة من المعلمات، وإن الإرشاد الديني والسلوكي المتشدد الذي تمتهنه بعض المعلمات، وتعرض أخريات لمشكلات أسرية بسبب خسائر الأسهم، أوجد فئة من المعلمات المريضات نفسيا. وحذر العمران في لقائه أمس بأكثر من 650 تربوية ضمن أعمال اللقاء الرابع للتوجيه والإرشاد بجدة، هؤلاء المعلمات من القسوة على الطالبات، كون طالباتهن لا ذنب لهن فيما يعانينه من غيظ أو حقد، أو فيما يتعرضن له من مشاكل أو عنف أسري، أو فقدهن أموالهن في سوق الأسهم. وشدد على وجود شكاوى بالجملة، ضد معلمات قمن بصب جام غضبهن على الطالبات دون ذنب، وجنوح معلمات أخريات لغرس بعض المفاهيم الخاطئة في عقول الطالبات، مشيرا إلى أنه من المفترض أن تقوم المعلمة بعكس ذلك تماما، كون الوزارة من أهدافها حماية وتحصين الطالبات ضد تأثيرات الفكر المتشدد. ودعا إلى أهمية وعي الدور الذي يقوم به الإرشاد الطلابي للعمل على تجاوز المشاكل الأسرية أو التعليمية في سبيل تحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي للطلاب والطالبات، ودوره الكبير في إيجاد مساعدة سريعة قادرة على مواجهة تحديات العصر. وحذر من إغفال الإرشاد كعلاج أساسي للمشاكل الطلابية، والتركيز على أهمية تدوين الإجراءات العلاجية وتوثيقها، وإرسال نسخة منها مستوفية البيانات للوزارة، للاطلاع عليها، ووضع حلول جذرية لها، ناصحا المرشدات بأن يحسن علاقاتهن بالطالبات، وأن يكن مثل الطبيب الذي عليه معالجة أوجاع مريضه. ولفت خلال حديثه للتربويات، إلى أن الوزارة تعي أهمية دور المرشدات، وتحرص على تأمين الحد الأدنى من الرعاية للطالبات، وأن الوزارة تتجه إلى اللامركزية، وقال "سوف نخلصكن من العُقد التي تتعرضن لها في عملكن"، مشيرا إلى أن من تستطع حماية الطالبة ستكسب خيرا عظيما، وأنهم كمسؤولين، يسابقون الزمن ويعملون لصالح الأمة، ويحرصون على أن يكونوا مصدرا للتلقي، ويريدون أن يكونوا كالدورة الدموية في تجدد دائم. ومن جانبها، قالت مساعدة مدير تعليم بنات جدة للشؤون التعليمية الدكتورة سامية بن لادن، إن اللقاء الرابع للتوجيه والإرشاد، يهدف إلى التعرف على معايير ومؤشرات الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي للإدارة، ويطرح خصائص وأسس الجودة لبرامج الخدمات الإرشادية من خلال عرض نماذج ناجحة، وتبادل الخبرات بين مديرات الإدارات التعليمية. وأوضحت أن المرشدات عرضن بعضا من تجاربهن التي كان لها مردود إيجابي لمنسوبات التعليم، وأنه تم توثيق إنجازات مرشدات جدة في كتاب "توثيقي"، وأن اللقاء أنهى أعماله بضرورة تجويد العمل الإرشادي التعليمي والتربوي، وضمان تقليل المشاكل، والتكفل برعاية التكيف النفسي للطالبات.