وصلتني رسالة نصية ذهلت منها , وتأملتها كثيرا ولا أخفيكم أني أحبطت بسببها ,هي في الحقيقة ليست موجه لي شخصيا كما أني لست الوحيد المعني بها ,لكنها والله تبعث بالحسرة والحيرة معا . فمع ما نحن فيه من النعم التي من الله بها علينا تجدنا نقبل على أمور الدنيا وبهرجتها ونحرص أن نكون من الأوائل فيها بل نتسابق على ذلك لكسب الشهرة والمديح الزائف الزائل بعكس الأعمال الخيرية والدعوية وما يكون رصيدا لنا نلقاه في حياتنا الآخرة “يا ليتني قدمت لحياتي ” ولعلكم تشاهدون من يبذل المال الكثير في احتفالات ومناسبات قد تكون وبالا عليه فمنهم من يتبنى حفل تكريم المنشد فلان أو الشاعر فلان أو تكريم صاحب الناقة فلان أو دعم مباريات رياضية, ثم تجده لا يكاد يستقر على الأرض نشوة وفرحا منخدعا بفعله هذا وتصفيق الناس له متناسيا ما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام ” لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ” والمسلم عندما يرى هؤلاء ينثرون الأموال في أمور ليس لها مبرر سوى الإسراف والرياء والبطر واللعب بالنعم . لا يملك إلا أن يدعو اللهم سلم اللهم سلم . ومع إيماننا بان الله حافظ دينه ومسخر له من يقوم بتعليمه ونشره كالعلماء والدعاة والقائمين على مكاتب الدعوة أو بالبذل من المحسنين الذين وفقهم الله وأعانهم لتسخير هذا المال في سبيله سبحانه , ولعل من أهالي طريب من له يد في هذا العمل الطيب ولكنهم مع كل أسف اثنان أو ثلاثة كانت لهم مساهمات جليلة في هذا العمل . فالرسالة التي وصلتني من مكتب الدعوة بطريب أوقفتني كثيرا كما هو حال غيري ,فقد كانت تحمل في معانيها عتبا لا يكاد ينقطع وسؤالا لا جواب له ,فهل يعقل أن أول وقف في طريب تعذر إكماله وعجز أهله عن إتمامه. نحن والله لسنا عاجزون عن إكمال هذا الوقف المبارك فبعملية حسابية بسيطة نستطيع إقامة أوقاف وأوقاف ,فلو افترضنا جدلا أن عدد الموظفين من أهالي طريب 1000 رجل وامرأة وكل منهم تبرع بمبلغ 100 ريال شهريا لمدة عام واحد فقط في حساب الوقف لكانت الحصيلة 1,200,000 ريال بمعنى أننا نستطيع انجاز هذا الوقف في اقل من عام إذا ما أخذنا في الحسبان مشاركة غير أهالي طريب بالإضافة إلى رجال الأعمال ومن أراد أن يساهم بمبلغ اكبر . وان كانت الرسالة آنفة الذكر تصيب بالإحباط إلا أن الأمل مازال في أهل الخير , فيارب وفق أهلنا في طريب وغيرها لفعل الخير واستعملهم فيما يرضيك .