السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ،وهي لها مواقف مشرفة وخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي وفي القضايا العربية والإسلامية والوقوف مع إشقائها العرب والمسلمين في قضاياهم ولعل من أبرزها كمثال لا الحصر هو تدخل القوات السعودية بقرار من الملك سعود رحمه الله في الستينات لصد العدوان عن الكويت والذي جاء من العراق على وقت رئيسه آنذاك عبدالكريم قاسم وكذلك موقف السعودية في عهد الملك فيصل في حرب أكتوبر حينما أمر بوقف تصدير البترول عن الدول الكبرى التي تدعم اسرائيل حتى تم الإنتصار على إسرائيل ،وأما في عهد الملك فهد رحمه الله فجاء القرار بالوقوف مع العراق في حربه ضد ايران على وقت الخميني آنذاك حتى تمت هزيمة ايران،كما في عهده تم تحرير الكويت من إحتلال العراق حينما كان صدام حاكما للعراق ،حيث عملت السعودية تحالف دولي وحشدت قواتها مع التحالف وأعلنت عن قيام عاصفة الصحراء وتم إسترداد الكويت ،وأستمرت هذه السياسة في عهد الملك عبدالله رحمه الله عندما كانت هناك محاولات لقلب نظام الحكم في البحرين للسيطرة عليه من قبل إيران وأذنابها ، فحرّكت السعودية قوات درع الجزيرة وصدت هذا الإنقلاب وأستمر هذا النهج حتى في عهد الملك سلمان- حفظه الله-عهد الخير والحزم حينما جاء القرار بقيام عاصفة الحزم لتحرير اليمن من براثن الصفوية وأذنابهم،والآن يأتي الإعلان عن قرار التحالف العسكري الإسلامي والذي فاجأت به السعودية العالم أجمع،ولو أن هذا القرار قد جاء متأخراً لمحاربة الإرهاب،ولكنه جاء ملبياً لرغبات الشعوب العربية والإسلامية ،بسبب أن الدول العربية والإسلامية هي المتضررة الأكبر منه ولذلك سيكون مقر قيادة العمليات وتنسيقه بالرياض،ولقد أبدت حتى الآن٣٤ دولة موافقتها وكما قال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع بأن هذا التحالف لا يستهدف فقط تنظيم داعش ولكنه سيحارب الأرهاب بشكل شامل وفي مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي كما سيحاربه فكرياً وإعلامياً،ولقد سبق أن أنشأت المملكة في عهد الملك عبدالله رحمه الله مركزين لحوار الاديان ولمحاربة الإرهاب من أجل أن يكون هناك تعاون دولي للقضاء على الاٍرهاب لكي يسود الحوار والتسامح مابين الأديان السماوية الآخرى، حتى لايكون هناك مزايدة بالدِّين لأغراض سياسية، فتشكيل هذا التحالف بقيادة السعودية لمحاربة الارهاب قرار حكيم ،لأنها أرادت أن تتولى قيادة هذا التحالف الاسلامي لإنها قد إكتوت بنيرانه في الثمانينات من القاعدة وحتى وقتنا الحاضر من بعض التنظيمات الارهابية مثل داعش والحركات والأحزاب الارهابية، والتي تجد الدعم والتمويل من أيران وبعض الإستخبارات الأجنبية التي تغذي الاٍرهاب وتصدره للمنطقة حتى يكون لها العذر من أجل التدخل في الدول العربية والإسلامية،وكذلك سبب هذا القرار لأن للسعودية مركز ثقل عربي واسلامي واقتصادي في العالم ولأنها قبلة المسلمين ومهبط الوحي وأرض الرسالة،ونقول للمخدوعين بأسامي هذه المنظمات وشعاراتها أفيقوا فهذه منظمات إرهابية وعبارة عن مجرمون ومرتزقة لا يمثلون الاسلام ولا المسلمين فالشريعة الاسلامية السمحة تحرم الاٍرهاب لكونه جريمة وإزهاق للأرواح،لذلك فإن معظم الدول العربية والإسلامية والأجنبية قد وافقت على هذا التحالف ماعدا ايران وحلفائها من المنظمات الارهابية،لأن سياستها قائمة على الطائفية المقيته والإعتداء والتفريق بين المسلمين والتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية ،حيث إحتلت بعض الجزر الإماراتية وأحتلت العراق وسوريا ومافعلته باليمن فنسأل الله أن يوفق السعودية والدول العربية والإسلامية في هذا التحالف العسكري الإسلامي من أجل القيام بواجباتهم لصد العدوان والإرهاب الذي يعبث بأمن وخيرات المنطقة٠ سلمان محمد البحيري