قال الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور لؤي بن أحمد المسلّم إن الأرقام التي تضمنتها الميزانية العامة للدولة بحجم إيراداتها الفعلية البالغة (608) مليار ريال، تمثل منها الإيرادات البترولية نسبة (73%) أكدت التعامل بكفاءة مع ما يمر به الاقتصاد العالمي من تراجع في النمو، وتبعات انخفاض أسعار النفط وانعكاسات التحولات الاقتصادية العالمية. وأوضح أن توجيه الملك سلمان -حفظه الله – لأبنائه في إعلان الميزانية وتأكيده على أن الاقتصاد يملك المقومات والإمكانيات لمواجهة التحديات دلالة على الأساسات المتينة التي يقف عليها الاقتصاد الوطني، وجهوزية الدولة للعمل وفق منهج استراتيجي لتعزيز المداخيل فكان التوجه لتأسيس مخصص لدعم الميزانية بمبلغ (183) مليار لمواجهة تقلبات أسعار البترول. ونوه بالرؤية الملكية للمستقبل التي تؤكد على أهمية العمل الدؤوب في تعزيز كفاءة الإنفاق، وتحقيق التوازن وتنوّع مصادر الدخل من خلال الاستفادة من الموارد الاقتصادية، وتحقيق التكامل والمشاركة بين الجهات الحكومية والخاصة، والتمسك بمواصلة عجلة التنمية. فصدرت توجيهاته الكريمة – حفظه الله – لمجلس الشؤون الاقتصادية بإطلاق برنامج اصلاحات اقتصادية وتنموية شاملة من خلال إعادة هيكلة الدعم الحكومي، ومنها تعديل تسعيرة بيع المياه وخدمة العداد، والارتفاق بخدمات الصرف الصحي للقطاعات السكنية والتجارية والصناعية، وتدعيم هذه الاصلاحات ببرنامج وطني يضع خطة متكاملة لترشيد استهلاك منتجات الطاقة والمياه من خلال مراجعة الأسعار ومتابعة تنفيذها ودعم مخرجاتها . وأردف الدكتور المسلم بالقول: إن توجيهات المليك في كلمته خلال إعلان الميزانية تضعنا في مواجهة مسؤولياتنا تجاه بذل مزيد من الجهود لمواكبة مستجدات الأوضاع الاقتصادية، ورفع جودة المخرجات المهنية والعملية، بهدف تطوير الخدمات والبنى التحتية لقطاعي المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى تعزيز التنمية المستدامة في المشاريع، ورفع الكفاءة التشغيلية، وزيادة نسب التغطية في المناطق المأهولة بالسكان، مع مواكبة الطلب على المياه خاصة في المواسم، وتحقيق الأمن المائي من خلال مشاريع الخزن الاستراتيجي، وتقديم الخدمات وفق أفضل المعايير العالمية، ووفق مخطط عام يمتد إلى (25) سنة من المشاريع الرأسمالية لاحتياجات كل مدينة تشرف عليها الشركة (الرياض، جدة، مكةالمكرمة، والطائف). وأكد أن نتاج تلك الاستراتيجية تمثّل في تحقيق الشركة عدة منجزات لوطنها ومجتمعها، منها على سبيل المثال إنشاء أحد أكبر المشاريع للخزن الاستراتيجي في العالم – وهو موثق من قبل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية، وإنشاء أكبر محطة رفع في العالم بجدة بطاقة ضخ قدرها مليون متر مكعب يومياً، وكذلك إنشاء أول أكاديمية من نوعها في العالم لتطبيق مشروع (كومباس)، وهو الأحدث عالمياً في إدارة المياه، بالإضافة إلى سعيها لتأسيس مركز تدريب متكامل لتقنيات المياه الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط لدعم منسوبي الشركة بأفضل الممارسات المهنية؛ وذلك تطبيقاً لمفهوم التطوير المؤسسي. وأشار إلى أنه من نتاج تلك الانجازات حصول الشركة على تقديرات محلية وعالمية؛ تقييماً وتقديراً لمستوى الأداء العالمي الذي تضطلع به؛ إذ نالت الشركة أكثر من (18) جائزة محلية وعالمية، معتبراً أن تلك الجوائز تظهر حجم الإنجازات القياسية التي حققتها الشركة، والجهود المبذولة في القطاعين المائي والبيئي، للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لعملائها؛ تماشياً مع النهضة العمرانية التي تعيشها المملكة في ظل القيادة الرشيدة. وأكد الدكتور المسلّم مضي الشركة قدماً في عكس الصورة المثلى للخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، حيث نجحت في إدارة مواسم الحج دون انقطاع أو انكسارات لعدة أعوام، بالإضافة إلى دعم جهود الدولة من خلال الاستنفار الخدمي في الظروف الاستثنائية لتعزيز إدارة الطلب من خلال إقامة المشاريع العاجلة في وقت قياسي. واختتم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية حديثه قائلاً: إن الشركة ماضية في أداء بدعم وتوجيهات المليك – حفظه الله- يناهز نظيراتها العالمية ضمن معايير دولية، كذلك بدعم وتوجيه من قبل معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية، وأعضاء مجلس الإدارة لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، بما يعكس النهضة الكبيرة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهم الله-.