يستقبل ميقات " يلملم " الذي يقع على بعد 120 كيلو مترا جنوب المسجد الحرام ، وأحد خمسة مواقيت مكانية على طريق قاصدي مكةالمكرمة ، الآلاف من الحجاج على مدار الساعة ملبين مكبرين إيذاناً ببدء مناسك فريضة الحج . ويتوزع في أروقة مسجد الميقات الحجاج لتأدية ركعتي الإحرام ، وآخرون ينصتون باهتمام إلى موعظة أو تنبيه في المناسك وتقدم لهم بلغتهم ، وآخرون يتوافدون على ركن الإفتاء للسؤال عن أحكام المناسك، وعيون تقرأ بتمعن أنواع الإحرام بالحج وواجباتها وكفاراتها التي تمت طباعتها ومثبتة بعدة لغات في أنحاء متفرقة من ساحات المسجد . ويعلو في الساحات المحيطة بالمسجد هدير محركات الحافلات المختلط بأصوات المرشدين ومناداة الباعة على بضائعهم . وتمثل الخدمات الصحية والأمنية والإرشادية خطا متواصلا للخدمة على مدار الساعة ، في حين يعد المرور بالميقات واجباً للدخول في فريضة الحج أو مناسك العمرة ولذلك فإن جميع الرحلات الجوية المتجهة من دول جنوبية والمناطق والمدن الجنوبية من المملكة إلى جدة تحرص على تنبيه ركابها المحرمين عند المرور بمحاذاة الميقات لعقد النية . كما تقوم وزارة الحج بتدقيق أوراق الحافلات قبل المغادرة إلى مكة للتأكد من مرور ركابها من الحجاج على ميقات يلملم ، ويتجمع الحجاج بعد إكمال شعائر الإحرام وعقد النية بالحج حول حافلاتهم يساعدهم على الاستدلال عليها المرشدين من المجموعات ومن وزارة الحج والكشافة . الجدير بالذكر أن ميقات " يلملم " هو ميقات أهل اليمن وجنوب المملكة حيث يتم الإحرام منه من قبل القادمين من الجنوب ، و"يلملم" الآن هو قرية " السعدية " الواقعة شمال محافظة الليث , جنوبمكةالمكرمة على الطريق الساحلي ويقع على مساحة أربعة ملايين متر مربع داخل منطقة مسورة تحيط بها مواقف الحافلات والسيارات الصغيرة ، وبداخلها مسجد مساحته عشرة آلاف متر مربع ويشتمل على دورات مياه للرجال وأخرى للنساء، وسكن للإمام والمؤذن . كما يقع ميقات "يلملم" بمحاذاة الميقات الأصلي الذي يسمى "السعدية " ويبعد قرابة 15 كم شمالاً ، وسمي ميقات "يلملم" بهذا الاسم نسبة إلى "وادي يلملم", الذي يمتد من الشرق إلى الغرب, ويصب في البحر الأحمر .