نفى الأستاذ المشارك بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالله حامد ما ذكره الأديب المصري الدكتور محمد غنيم في كتابه (دنيا عجيبة.. من القطب إلى سور الصين) من أنه أول صحفي عربي وصل إلى جزيزة "بينانج" الماليزية عام 1972، مبينا أن هناك عددا من الأدباء السعوديين قد وصلوا قبله، وسجلوا رحلاتهم صحفياً، مثل الأديب السعودي علي حسن فدعق الذي زار "بينانج" قبل غنيم بحوالي عشر سنوات؛ إذ زارها عام 1962. جاء ذلك في الجلسة العلمية التي نظمها قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا بعنوان: "ماليزيا في الرحلة العربية الحديثة" صباح الجمعة الماضي، مشيرا إلى مجموعة من الرحالة العرب الذين سجلوا رحلاتهم لماليزيا، في مستويات فنية متباينة، وفي مقدمتهم محمد علي، وعبدالعزيز الرفاعي ويحيى المعلمي وأحمد الطويلي وعبدالله المدني، وغيرهم، كما تحدث عن الرحلة الحديثة جدا لماليزيا، حيث أشار إلى أن هذا البلد الإسلامي بدا لبعض الرحالة أملا مهما للنهوض الحضاري للبلدان الإسلامية والعربية، حيث رأى فيه بعض الأدباء الرحالة أنموذجا للبلد الإسلامي المتميز بإنجازاته الحضارية المهمة، مقارنا ذلك ببدايات الرحلة العربية الحديثة التي انطلقت مع الأدباء العرب الذين ارتحلوا قديما، بدءا من رفاعة الطهطاوي والتونسي ومحمد كرد علي وأحمد الشدياق وطه حسين وأحمد زكي وبنت الشاطئ، والتي كانت نبرة الأسى من تخلف العرب، وتقدم الغرب قاسما مشتركا ومؤلما حين الحديث عن هذا التباين، مبينا أن الخلفية الفكرية للرحالة تكشف جوانب من التباين الواضح بين الرحالة في تقويم النهضة الماليزية، وفي البناء الفني للرحلة، مستعرضا جوانب مما كتبه الرحالة في الثمانينات، وما كتبه المرتحلون خلال العقد الماضي. وشهدت المحاضرة مجموعة من المداخلات حيث أشار الدكتور محمد بخير إلى رحلات الشيخ عبدالستار سيرة لماليزيا منذ القدم، كما أشار الدكتور عاصم علي إلى الرؤى التي سجلها الرحالة الأجانب، والتي لم تكن موضوعية عن ماليزيا، وأشار الدكتور منجد بهجت إلى أهمية ما كتبه الشيخ أبو الحسن الندوي في هذا الميدان، كما تساءل الدكتور أبو سعيد عبدالمجيد عن إمكانية الاطمئنان إلى أحكام الرحالة في أحكامهم!. وأشار الدكتور حامد إلى أن الرحالة الذين كتبوا كانوا متنوعي الاتجاهات والخلفيات الثقافية، حتى إن الظاهرة الواحدة قد تلتقط رحليا ثم يختلف الرحالة في رؤيتهم لها، وهذا تنوع يثري العمل الرحلي، الذي استلهم بعض كتابه الوصف الفني، وأفادوا من آليات القصة والطرفة ووظفوا الشعر أحيانا في انسجام فني مشوق، ملمحا إلى بعض الجوانب المهمة التي تشكل لنا ملمحا من ملامح أدب الاعتراف عند بعضهم، مؤكدا أن الأحكام في أدب الرحلة تأتي أحيانا انطباعية بناء على المشهد، وتأتي أحيانا مدعمة بالمعلومة التي تعطي السرد الرحلي تلوينا مهما، ودعا إلى دراسة ما كتبه الرحالة الأجانب دراسة مفصلة؛ كي نبتعد عن الأحكام العمومية التي تتهم الرحالة الأجانب جميعا، حيث تتنوع دوافع رحلاتهم، مما يجعلنا لا نطمئن إلى إصدار الأحكام عليها بصورة عامة، سواء فيما كتبوه عن ماليزيا أو عن الوطن العربي.