يوافق يوم الثلاثاء 28/11/1435ه 23/9/20014م مناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانين وهو يوم خالد في تاريخ المملكة العربية السعودية التي أسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (طيّب الله ثراه) باسترداد مدينة الرياض عام 1319ه وتابع جلالته ورجاله بناء هذا الوطن ليشهد عام 1351ه مولد أول وأكبر وأعظم وحدة عقدية وسياسية عربية في العصر الحديث بتأسيس المملكة العربية السعودية في شبه الجزيرة العربية؛ دولة سياسية مبنية على أسس شرعية ووحدة وطنية تحكي قصة تلاحم أبناء هذا الوطن من عهد الأجداد والآباء إلى حاضرنا السعيد بحمد الله. وهي مناسبة خالدة نتذكر فيها كيف كنا وكيف صرنا الآن بحمد الله، فلقد عمل موحد هذا الكيان رحمه الله على بناء هذه الوحدة الوطنية ودعمها وترسيخها وتابعه من بعد ذلك بنوه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد (رحمهم الله) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز (حفظهم الله) فعاشت هذه المملكة قوية راسخة ذات تأثير كبير وعظيم في محيطها المحلي والخليجي والعربي والإقليمي والدولي وبيتاً للعرب والمسلمين يقصدونها عند الملمات والأحداث والشواهد كثيرة على مواقف المملكة التي تسجل بماء الذهب.ومع تسارع التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها المجتمعي والنفسي يعيش المواطن في هذا الوطن في أمن وأمان ورخاء واستقرار بجوار عالم مضطرب تنتهك فيه الحرمات وتسيل فيه الدماء وتضرب الفتن فيه أطنابها، وإن محافظة هذه الدولة على وحدتها ورسوخها لدليلٌ على صلابة الأساس الذي قامت عليه وحدتنا وأهمية الرسالة التي تتبناها دولتنا والرخاء الذي تعيشه والمكاسب التي جناها الوطن والمواطن في هذه المملكة منذ تأسيسها حتى العصر الحاضر.لقد عملت المملكة بتوجيهات قيادتها الراشدة على تحقيق الأمن بأبعاده الكثيرة الفكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والزمني مما أسهم في نشر المحبة بين أفراد الوطن وجعل حماية البناء الداخلي نابعة من المسؤولية المشتركة على الجميع تحقيقًا لمفهوم المواطن رجل الأمن الأول الذي يشعر بقيمته ودوره وإسهامه في هذا الوطن.وتأتي مناسبة اليوم الوطني الرابعة والثمانين متزامنة مع تفضل خادم الحرمين الشريفين بقبول شهادة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وما لذلك من مدلولات عميقة يتشرف بها كل منتسب لهذه الجامعة ويرفع رأسه عاليًا لما لجامعة الإمام من سمعة داخلية وخارجية ودور ريادي في خدمة الوطن وأبنائه، وأن قبول ذلك من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) شهادة للجامعة وما تقوم به من دور تربوي وبحثي ووطني ما فتئت تقوم به انطلاقًا من ثوابت هذا الوطن وتوجيهات قيادتنا الرشيدة ورسالة هذه الجامعة العريقة.إن دور التربية والتعليم كبير في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية والحفاظ على مكتسباتها والحفاظ على هذا البناء الشامخ ليكون اليوم الوطني الذي يمر بنا في كل عام ذكرى لمواصلة البناء والعمل وبذل الجهد والقيام بالمبادرات البناءة في وطن الثوابت الراسخة المملكة العربية السعودية.حفظ الله على هذا الوطن عقيدته وأمنه وأمانه واستقراره ورخاءه تحت قيادته الراشدة (حفظهم الله ورعاهم). وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،، عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعه الامام محمد بن سعود الاسلامية أد محمد بن عبدالمحسن التويجري