البلدية هي الواجهة الحقيقية لأي مدينة في العالم ، فلا غرابة أن تكون هي دائما في واجه الأعلام ، وبين المدح والقدح ، ولبلدية طريب جهود طيبة وملموسة شملت كل المدن والقرى التي يشملها نطاق البلدية، ومتى ما كان رأس الهرم في أي قطاع حكومي رجل متفهم ويقبل النقد ووجهات النظر فإنه وبلا شك سيصل بعمله وإدارته التي يديرها إلى درجة عليا من الكمال وتحقيق رغبات المواطنين والمقيمين. وقد كان لرئيس البلدية مشكوراً تجاوباً سريعاً مفرحاً حينما طالب الكثير من المواطنين بتغيير اسم أحد الشوارع الرئيسية بطريب ، فكان لسرعة تجاوبه وسرعة تنفيذ الطلب صدى طيب لدى الجميع . وما هذه الملاحظات التي سأوردها إلا سعياً لما يخدم الجميع ولما فيه الفائدة لمدينة طريب وأحيائها على المدى القريب والبعيد. تم توزيع طريب إلى عدة أحياء وتم تسمية شوارع بعض المخططات ، وقد كان نصيب طريب أن تكون مسميات شوارعها بأسماء أعلام الفكر والشعر والثقافة قديماً وحديثاً ، حسب تعليمات وزارة الشؤون البلدية والقروية التي حددت مسميات شوارع مدن كثيرة في منطقة عسير فذهبت أسماء الصحابة وأسماء الغزوات والفتوحات وأسماء أئمة وملوك وأمراء المملكة إلى مدن أخر . بالنسبة لطريب نلاحظ تكرار مسميات الشوارع في الكثير من لأحياء التي تم الانتهاء من مشروع تسميتها وهذا يعني أنها ستكرر مرات أخرى في الأحياء أو المخططات الجديدة . ليس من المنطق أو المعقول أن نرى شارع حسان بن ثابت يتكرر في ثلاثة أحياء متجاورة وقس على ذلك شارع محمد بن احمد البارودي وغيرهم. قد يكون هذا التكرار مقبولا في مدينة مثل الرياض او جدة فالشوارع هناك بالآلاف ، ولكننا في طريب كقول المثل:- قال: "صفوا صفين ، قال: مغير اثنين". أما ما يجعل طريب متميزة عن غيرها من المدن والقرى فهو بذكر اسم العلم ثلاثياً في الكثير من الشوارع . وللمقارنة فشارع حمد الجاسر في الرياض ثنائياً بينما نجد اسمه في طريب حمد بن محمد الجاسر وكذلك بالنسبة لمجالد بن سعيد الهمداني و(سعيد)بن عبدالله بن جنيدل، وبالنسبة لهذا الأخير فقد تكرر اسمه في عدة أحياء ولم يفلح تكرار الاسم في كتابته بالشكل الصحيح ، فاسمه سعد وليس بسعيد ، وهو من المهتمين بالآثار والموروث الشعبي وقد توفى رحمه الله قبل عدة سنوات . نعود لكيفية اختيار أسماء الشوارع ، فمن المقبول والمنطقي أن يطلق اسم حسان بن ثابت على شارع مزدوج ورئيسي ، ولكنه ليس من المنطقي ان يطلق اسم علم لا يرقى إلى مكانة حسان أو لمكانة الجاسر على شارع رئيسي . مما أسعدني وسيسعد الكثير هو إطلاق اسم الشاعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي على أحد الشوارع الرئيسية بطريب وهي سابقة ايضاً تحسب لمدينة طريب فقد تعارفنا في جميع أنحاء المملكة أن أسماء الشوارع من نصيب الأموات فقط و باستثناء أسماء العائلة المالكة . وقد يكون للقراء الكرام ملاحظات أو مداخلات تخدم الجميع آمل أن تلقى هذه النقاط أو بعضها شيئاً من الاهتمام من رئيس البلدية ومن منسوبي البلدية جميعاً. وسوف أتطرق في المقالين القادمين إلى مسميات الأحياء ومالها وما عليها وعن بعض السلبيات في اللوحات الإرشادية الحالية. شكرا لكم حسين آل حمدان الفهري [email protected]