أثبت فريق من العلماء الاسكتلنديين أن تعلم لغة ثانية يؤثر إيجابيا على الدماغ، مؤكدين أن هذا التأثير الإيجابي على الدماغ يلاحظ حتى إذا بدأ الشخص بتعلم اللغة الثانية وهو متقدم في السن. وفي الدراسة الحديثة، قارن علماء من جامعة أدنبرة نتائج الاختبارات التي أجريت لتحديد النمو العقلي ل262 شخصا من سكان أدنبرة -أول اختبار جرى عندما كان عمرهم 11 سنة، والاختبار الأخير جرى بعد بلوغهم 70 سنة-، وقد ذكر المشتركون في الاختبارات أنهم تعلموا على الأقل لغة أجنبية واحدة. ووجد الباحثون أن 195 شخصا منهم تعلمها قبل بلوغه الثامنة عشرة من العمر، أما الآخرون فتعلموها في عمر متقدم، وبينت نتائج الاختبارات، أن الأشخاص الذين تعلموا لغتين وأكثر كانت قدراتهم المعرفية أفضل بكثير مما كان متوقعا. ويقول الدكتور توماس باك: لهذه النتائج قيمة عملية مهمة، فالملايين من البشر في العالم يتعلمون اللغات الأجنبية في عمر متقدم، وبحوثنا بيّنت أن تعلم اللغات حتى في سن متقدمة يؤثر إيجابيا في الدماغ المسن. كما تبين أن الأشخاص الذين يتقنون لغتين أو أكثر تتأخر إصابتهم بالخرف لعدة سنوات مقارنة بالذين يتقنون اللغة الأم فقط، ويعتقد أن إتقان لغتين واستخدامهما في التكلم، يساعد في نمو منطقة الدماغ المسؤولة عن الوظائف التنفيذية والتركيز، مما يمنع تطور الخرف. وفي دراسة سابقة، أكد الباحثون أن نقصَ عدد ساعات النوم قد يكون على صلة بتراجع القدرات العقلية والإصابة بداء ألزهايمر. ووجدت الدراسة أنَّ النوم الزائد أو قلَّة النوم يعادلان في سلبية تأثيرهما تقدُّمَ الدماغ بمقدار سنتين في العمر، كما استنتج الباحثون أنَّ الأشخاصَ المصابين بانقطاع التنفُّس في أثناء النوم كانوا أكثرَ عرضة بمقدار الضعفين للإصابة بمشاكل ذهنية أو بالخرف، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من أيَّة اضطرابات في النوم. خَلُصت كُبرى هذه الدراسات، والتي قامت بتحليل بيانات أكثر من 15000 امرأة شاركنَ في دراسة أمريكية سابقة لصحَّة الممرِّضات، إلى أنَّ الأشخاصَ الذين ينامون خمس ساعاتٍ أو أقل يوميًا، والذين ينامون تسع ساعات أو أكثر يوميًا، ينخفض لديهم مستوى وظائف الدماغ، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين ناموا سبع ساعات يوميًا. واستنتجت هذه الدراسةُ، التي تابعت النساء لأكثر من 14 عامًا منذ أن كُنَّ في منتصف أعمارهم، إلى أنَّ التأثيرات الناجمة عن زيادة عدد ساعات النوم أو قلَّتها كانت تعادل تلك الناجمة عن التقدُّم سنتين في العمر. وتقول مُعدَّةُ الدراسة إليزابيث ديفور، اختصاصية الأمراض الوبائية في مستشفى بريغهام آند ومنز في بوسطن: لقد تبيَّن لنا رجحان الفرضية القائلة بأنَّ التغيُّرات الكبيرة في عدد ساعات النوم قد يكون ذا تأثير بالغ في الوظائف المعرفية للشخص، وذلك لأنَّها تسبِّب اضطراب الإيقاع اليومي للشخص، ممَّا يؤدِّي إلى ظهور مثل تلك النتائج، الواحدة تلو الأخرى. وفي فرنسا، قامت مجموعةٌ من الباحثين بدراسة وتقييم ما يقرب من 5000 حالة لمرضى نفسيين تجاوزوا الخامسةَ والستين من أعمارهم، وذلك على مدى ثماني سنوات. ووجد الباحثون أنَّ زيادة النوم في أثناء النهار أدَّت إلى زيادة خطر الإصابة بتقهقر المقدرات الذهنية، في حين لم يلاحظ تأثيرٌ للأرق في ذلك.