ناقش نخبة من الباحثين في القرآن الكريم وعلومه، في جلسات الملتقى العلمي القرآني، لكلية الدعوة وأصول الدين، والذي نظمه كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للقرآن الكريم، الذي يشرف عليه معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة أم القرى، أمس، بقاعة الشيخ عبد العزيز بن باز، بالمدينة الجامعية في العابدية، ناقش 15 ورقة عمل قدمها المشاركون في الملتقى العلمي الثاني للكرسي. حيث نوقش في الجلسة العلمية الأولى للملتقى، خمس أوراق عمل عن "الوقف والابتداء وصلته برسم المصحف والقراءات والإعراب"، و"الاختيار عند القراء، مفهومه مراحله وأثره في القراءات"، و"المدرسة القرآنية في الشام وأثرها"، و"الجملة الاعتراضية وأثرها في الوقف"، و"اللسان العربي والأداء القرآني" برئاسة الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري، أستاذ كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز، بجامعة الإمام محمد بن سعود. وأشار الدكتور ياسين بن جاسم المحيمد، في ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان "الوقف والابتداء وصلته برسم المصحف والقراءات والإعراب" أنه أجرى تطبيقات لغوية ونحوية من القرآن الكريم على علامات الوقف المتفق عليها، وغير المتفق عليها، من الوقف اللازم، ووقف التعانق، وذلك من خلال أمثلة تطبيقية من القرآن الكريم. وكشف هذا البحث عن اختلاف علامة الوقف باختلاف الإعراب، واختلاف وجوه القراءات، وعلاقة الوقف برسم المصحف، وكيفية الوقوف على المرسوم من المفردات القرآنية. كما تتبع هذا البحث تقسيمات القرآن الكريم، إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وأثمان وركوعات، والأسس التي قام عليها هذا التقسيم وما ينتهي عليه، وعلاقة هذه التقسيمات بالوقف والابتداء. وكانت ساحة الدراسة لهذا البحث مصحف المدينةالمنورة، فتبين أن التغيير في الطبعة الجديدة شمل 167 موضعا من علامات الوقف في الطبعة القديمة، تمت دراسته دراسة نقدية ستظهر من خلال النظر في البحث. كما تحدث الدكتور أمين بن إدريس فلاته، في ورقة العمل الثانية عن "الاختيار عند القراء مفهومه مراحله وأثره في القراءات". أما الدكتور محمد بن عصام القضاة فتناول المدرسة القرآنية في الشام وأثرها، مشيرا إلى انتشار تعلم القرآن الكريم وتعليمه في بلاد الشام منذ فجر الإسلام الأول، منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين أرسل للشام، معاذ بن جبل الأنصاري، وأبا الدرداء، وعبادة بن الصامت، معلمين للقرآن الكريم، فانتشرت قراءاتهم، وعنهم تلقى العلماء القراءة وأقرءوها من بعدهم، وفي عهد عثمان رضي الله عنه، أرسل مصحفا إلى أهل الشام، ومعه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، رضي الله عنه، ليعلم الناس القرآن بمضمن هذا المصحف، فكان يقرئ القرآن مع أبي الدرداء، رضي الله عنهم أجمعين، وازدهرت القراءة في زمنه حتى بلغ عدد الطلاب في حلقات أبي الدرداء، ما يقارب الألف وستمائة طالب، وكان من أبرزهم عبد الله بن عامر الشامي أحد القراء السبعة، وازدهرت حلقات الإقراء ومجالس علم القراءات بالشام، منذ ذلك الحين حتى عصرنا الحاضر. فيما تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الزهراني، عن الجملة الاعتراضية وأثرها في الوقف، مبينا في ورقة عملة هذا البحث يعني بدراسة أسلوب من أساليب البيان العربي فيما يتركه من أثر في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، إنه الجملة الاعتراضية يبدأ البحث بالجملة الاعتراضية من حيث تعريفها والتمثيل عليها ، وبيان موقعها الإعرابي، وإطلاقاتها عند العلماء من أهل النحو والبلاغة والتفسير ثم أثر الجملة الاعتراضية في القرآن الكريم، والإشارة إلى معناها وبعض أسرار مجيئها في وموقعها من الكلام، وبيان أثرها في الوقف والابتداء وذكر أقوال علماء الوقف والابتداء والإشارة إلى آرائهم ولم أستقص كل مواضع الجملة الاعتراضية في القرآن الكريم لكثرتها ولكن أوردت واخترت نماذج وإشارات بما يتناسب مع الأبحاث القصيرة ثم الخاتمة وفيها أبرز النتائج والتوصيات.