بدأت إحدى الشركات الإسبانية المتخصصة في مشروع ترميم وتأهيل حي سمحان في الدرعية التاريخية وتحويله إلى متحف تراثي. ويمثل هذا المشروع الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار، باكورة المشروعات الوطنية لشركة الفنادق التراثية التي أقر إنشاءها مجلس الوزراء في إطار اهتمام الدولة بالمحافظة على التراث الوطني وتطويره وتوظيفه واستثماره. وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع إجراء الدراسات الإنشائية، والدراسات البيئية، والدراسات المتعلقة بتربة الموقع، وازالة الأنقاض، وكشف الأساسات، وإجراء الدراسات التاريخية والرفع المساحي للوضع الراهن،إلى جانب دراسة المنطقة المحيطة بالموقع والتأثيرات الحالية والمستقبلية. وتشمل الدراسة وضع الخطط المعمارية المتكاملة لتحويل الحي إلى فندق تراثي وفق أرفع المقاييس والمعايير الدولية المتبعة، بما في ذلك التصاميم وعمل الدراسات المساحية والتاريخية الخاصة بمعرفة مراحل التطور العمراني للحي عبر الحقب المختلفة، فضلاً عن إجراء الدراسات الوافية عن مباني الحي القديمة ,كما يشمل المشروع معالجة وترميم المباني القائمة في حي سمحان بجميع عناصرها المعمارية، بما يحافظ على مفرداتها وخصائصها التي تعكس نمط الحياة في الدرعية القديمة ممثلة في هذا الحي التاريخي ، و إعادة بناء المتهدم باستخدام مواد البناء الأصلية التي شيدت بها منذ بداية تأسيسها الأول لتحافظ بذلك على عبق الماضي وعراقته، وتحمل عناصر الحداثة في الوقت ذاته. ويشرف على أعمال الترميم خبراء ترميم إسبان من المجموعة الإسبانية الدولية للترميم التي تتكون من عدد من شركات الترميم العائلية. ويهدف المشروع إلى توفير بيئة الحياة القديمة في الدرعية بجميع تفاصيلها للنزيل في الفندق، مما يحقق التواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال المتلاحقة، ويتماشى مع رؤية الهيئة في دعم التنمية الاجتماعية والثقافية الاقتصادية من خلال توفير الفرص الوظيفية للمواطن ودعم الناتج المحلي والمردود الاقتصادي بشكل عام. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار التقى في شهر ربيع الأول العام الماضي، وفد المجموعة الإسبانية الدولية لترميم وتأهيل التراث العمراني للاطلاع على خطة المجموعة لتأهيل وتطوير حي سمحان الأثري في الدرعية التاريخية، بما يتكامل مع الخطة العامة للمحافظة على الدرعية التاريخية التي تنفذها وتشرف عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار ومن ذلك تطوير التصورات التصميمية لإنشاء فندق تراثي في الحي. وتسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تطوير منهجية علمية ومهنية واضحة للعمل في مواقع التراث العمراني بما يتوافق مع معايير تسجيل مواقع التراث العالمي المقر من قبل منظمة اليونسكو. يشار إلى أن اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية كانت قد قررت في اجتماعها الثالث عشر الذي عقدته في محرم 1432ه برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، تسليم الهيئة العامة للسياحة والآثار حي سمحان، باعتباره منطقة مخصصة للاستثمارات الخاصة.