أحالت شرطة محافظة عفيف صباح اليوم عاملين متهمين بتعنيف طفلين من نزلاء دار الرعاية للمحكمة الشرعية. وجرى خلال المحاكمة توجيه تهمتي التعنيف وإساءة المعاملة، حيث أقر العاملان، وهما من جنسية آسيوية، بالتهم المنسوبة إليهما، وتم تصديق أقوالهما شرعاً، تمهيداً لإصدار الحكم النهائي. وفي ذات السياق، أنهت هيئة حقوق الإنسان تحقيقاتها بعد أن استعرضت الأشرطة الخاصة بكاميرات المراقبة، كما استجوبت المعنيين بالقضية، تمهيداً لإصدار تقرير يسلط الضوء على كافة الجوانب المتعلقة بالموضوع. وعلى إثر انتشار مقطع فيديو لحادثتي تعنيف ضد طفلين معاقين بمحافظة عفيف وسط السعودية، سارت "العربية" إلى حيث المركز، لتكتشف أن المركز عبارة عن فيلا مستأجرة، تحتوي على 50 معوَّقا، وقد بدا من الوهلةِ الأولى أن الكوادرَ المشرفةَ على المركز بعيدةٌ عن التخصص. ولم يشهد وضع الطفلينِ اللذين ظهرا في مقطعِ التعنيفِ الذي سُرّب قبلَ أيام أي تغيير يُذكر. وفي داخلَ المركزِ التأهيلي، وجدت "العربية" أنَ دوراتِ المياهِ الخاصة بالمعوَّقين بعيدةٌ عن التجهيزاتِ الضرورية، إلى جانبِ انعدامِ كافةِ وسائلِ الترفيه، سوى شاشةٍ تعرِضُ فولكلورا شعبيا عن الإبل. كما لوحظ أن قلةُ مساحاتِ غرفِ المركز، وكثرةُ النزلاءِ فيه، جعلا من الفَناءِ الخارجي متعةً حقيقية لكلِّ الموجودين، وفي آخرِ الفناء تقبَع أرجوحةٌ واحدة لا تعكِسُ حجمَ المساعداتِ التي اُعتمدت حكوميا. ومع تحويل المتسبِّبين بحادثةِ التعنيف إلى القضاءِ لمحاكمتهما، يحتاج ضمانَ تقديمِ خِدْماتٍ متكاملةٍ للأطفال المعوَّقين في المركز إلى تحركٍ أكبر، فقد ظهرت هذه القصة الآن، وربما هناكَ قصصٌ أخرى ما زالت خافية.