تصاعدت أزمة عشرات المعلمات «المسرحات» من جانب مدرسة براعم الوطن في محافظة جدة أخيراً، لتبدأ آثار الحريق التي طاولت مدرستهن تنعكس سلباً على مستقبلهن الوظيفي، بعد أن وجدن أنفسهن مفصولات من العمل من دون سابق إنذار. وبحسب الزميلة الحياة قالت هؤلاء المعلمات في حديث : «إنه في ظل تقديمنا الدعم لإدارة المدرسة ولطالباتها، وعلى رغم كل اللحظات التي قاسيناها من مشاهد لا يمكن مسحها من مخيلتنا، وإصابة الكثير منا بأضرار جسدية أو نفسية، إلا أننا تفاجأنا بقرار الفصل والاستغناء عن خدماتنا من دون سابق إنذار، ولم تتدخل أي جهة لنجدتنا من هذه الأزمة حتى الآن». وأكدن في خطاب بعثنه للصحيفة أمس يشرح تفاصيل معاناتهن مع قرار الفصل، أن إدارة مدرستهن وعدتهن بعدم التخلي عنهن تحت أي ظرف، إلا أنهن تفاجأن بقرار «التسريح» من دون مبررات منطقية، متسائلات عن أحوال أسر المعلمات اللواتي فصلن من الناحية المعيشية والنفسية وانعكاساتها السلبية عليهن. وناشدت هؤلاء المعلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنصافهن من خلال تشكيل لجنة مختصة للوقوف على أحوالهن، إضافة إلى أن إدراجهن في برنامج «جدارة» الذي جرى الإعلان عنه أخيراً والقاضي بتوافر 28 ألف وظيفة تعليمية جار التعيين عليها، خصوصاً أنهن يعملن برواتب متدنية، والكثير منهن يتحملن مسؤولياتهن وأسرهن، فيما البعض منهن من المطلقات والمعلقات والأرامل والمصابات جراء حادثة الحريق. وأشارت فاطمة ( معلمة مفصولة) إلى أنها تلقت وعداً من إدارة المدرسة ومالكتها بعدم فصلها، وترقيتها للتدريس في الفصول العليا، إلا أنها فوجئت ب «الفصل»، إضافة إلى عدم إدراجها في قائمة «التأمينات» أو تعويضها على الأضرار التي لحقت بها ومنسوبات المدرسة جراء الحريق. وأوضحت معلمة أخرى ( فضلت عدم ذكر اسمها) أنها تعمل في المدرسة منذ خمسة أعوام، ولم تشفع لها خبرتها والتزامها في العمل من ضمها إلى قائمة «المفصولات» وقالت: «انهرت عندما علمت بأنني سأغادر المدرسة، لأني كنت على يقين بأن خبرتي بها والتي دامت خمسة أعوام كفيلة بالتمسك بي من جانب المدرسة، إلا أن الواقع أثبت العكس، ولا أعلم كيف سأسدد إيجار منزلي، فليس لدي من يعولني أو يصرف على حاجاتي كوني معلقة ووالدي متوفى ولدي طفل». فيما لفتت معلمة ثالثة (فضلت عدم ذكر اسمها ) إلى أن انقطاعها عن العمل سبب لها أزمة نفسية جسيمة، خصوصاً أن الراتب الذي كانت تتقاضاه من المدرسة هو مصدرها الوحيد لسد حاجاتها وأسرتها، مؤكدة أن غالبية المعلمات المصابات في حادثة الحريق جرى تسريحهن من دون تعويض. وحاولت الصحيفة استيضاح الحقيقة من جانب مدير الإدارة التعليمية بجدة عبدالله الثقفي، ومالكة المدرسة، ومعرفة ما إذا كانت هناك بدائل أو تعويضات لهؤلاء المعلمات المسرحات، إلا أنهما لم يستجيبا لاتصالات ورسائل الصحيفة