بدأت قوى اسلامية وليبرالية في مصر تتجمع في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة استعدادا لمظاهرات حاشدة يوم الجمعة. تاتي المظاهرات احتجاجا على قيام الحكومة بوضع مباديء دستورية تمنح الجيش حصانة من الرقابة التشريعية استباقا لقيام البرلمان القادم باختيار جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا للبلاد. وبدأ توافد الحشود على ميدان التحرير منذ مساء الخميس للمشاركة في مظاهرات واحتجاجات الجمعة. ونصب نشطاء خياما فيما يشير لاحتمال اعتصام، وأقاموا منصات للخطابة ألحقت بها مكبرات للصوت في الميدان الذي كان مركز الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي. وقال نشطاء ان مظاهرات يوم الجمعة التي سوف تنظم في مدن مصرية أخرى هي محاولة لاعادة الثورة الى مسارها. ويشير النشطاء الى أهداف يقولون ان الثورة لم تحققها مثل عزل مساعدين لمبارك من مناصب الدولة العليا ومنع قيادات وأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان يتزعمه وتم حله بحكم محكمة، من خوض الانتخابات. ونقلت وكالة رويترز عن احد المحتجين يطالب بحقوق مصريين قتلوا وأصيبوا أثناء الثورة قوله: "ستكون ثورة كبيرة غدا". وكان نائب رئيس الوزراء المصري على السلمي طرح مسودة مباديء دستورية على القوى السياسية في وقت سابق من هذا الشهر تمنح الجيش سلطة منفردة في ادارة شؤونه الداخلية ومزانيته. لكن مفاوضات الحكومة على المسودة مع أغلب الاسلاميين والليبراليين انهارت مما دفعهم الى المشاركة في مظاهرات حاشدة كان نشطاء الانترنت قد دعوا اليها قبل نحو أسبوعين. وقال محمد فتحي، وهو من شباب جبهة حماية الثورة، لرويترز: "مظاهرات الجمعة للمطالبة بنقل السلطة من الجيش ولمعارضة وثيقة السلمي". وتطالب الجماعات السياسية المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة لبرلمان ورئيس منتخب بحلول ابريل/نيسان. لكن محللين يقولون ان المواعيد التي أعلنها المجلس للانتخابات البرلمانية ووضع الدستور الجديد قد لا تسمح بنقل السلطة قبل مطلع عام 2013.