كشف محافظ مأرب اليمنية ناجي عبد العزيز الزايدي النقاب عن سقوط سعوديين اثنين من أبرز قيادات تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، من بين نحو 30 قياديا خلال معارك خاضها الجيش وقوى الأمن اليمنية في مدينة زنجبار التي سيطر عليها التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تمويل القاعدة وذكر الزايدي الذي نجا من محاولة اغتيال استهدفته ومرافقيه في السابع من سبتمبر الجاري، أن القياديين السعوديين يعتبران من العناصر المهمة في التنظيم، وأن أعمارهما في العشرينيات ولهما نشاط في تمويل القاعدة في اليمن خلال جمعيات سرية تنشط في هذا الاتجاه. ولم يشأ محافظ مأرب الإفصاح عن هوية القتيلين، لكنه أكد أن ما لا يقل عن 12 من عناصر القاعدة كانوا في محافظة مأرب قبل توجههم إلى مدينة زنجبار في محافظة أبين جنوبي اليمن، التي سيطر عليها مسلحو القاعدة إلى أن حررتها القوات الأمنية وأعادت السيطرة عليها مجددا، مبينا أن سلطات بلاده المختصة تتحقق في الوقت الحاضر من الوثائق التي خلفها فرار مسلحي القاعدة في أماكن تمركزهم في المدينة الجنوبية قبل تحريرها. مصير الشهري وفي شأن مصير الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن سعيد الشهري، أفاد أنه لا يزال غامضا منذ نشوء المعارك بين التنظيم وعناصر القاعدة في أبين، وأن أخباره لا زالت مبهمة في الوقت الذي يتم فيه التعرف على هويات قتلى القاعدة في زنجبار والفارين منهم. وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن الأسبوع الماضي مقتل 30 قياديا في تنظيم القاعدة في اليمن، في أعقاب إعلان الجيش اليمني استعادته السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية. وأماط محافظ مأرب اللثام عن هوية قتلى القاعدة من اليمنيين، فتحدث عن سقوط قيادات بارزة في التنظيم الإرهابي مثل عايض الشبواني والعقيلي وعلي سعيد جميل، مبينا أن من بين عناصر القاعدة في بلاده أشخاصا من بلدان عربية وإسلامية. تنامي القاعدة وفي ظل الظروف الأمنية والسياسية التي تعيشها اليمن في وضعه الراهن، أعطى فسحة لتنظيم إرهابي كقاعدة الجهاد في جزيرة العرب التي تتخذ من اليمن منطلقا لاستهداف أمن المملكة وسلامتها واستقرارها، تزايد نفوذ القاعدة ما سمح لها السيطرة على مدينة زنجبار ونهب معدات وأسلحة ثقيلة للجيش اليمني، الأمر الذي دفع بالسلطات لأن تقود معارك لا هوادة فيها لبسط سيطرة الحكومة على المدينة الجنوبية، وسط تراشق بين أقطاب المعارضة والحكومة باتهام علي محسن الأحمر بالتواطؤ وتسليح القاعدة، لكن المهم في ذلك كله كيفية تمكن تنظيم القاعدة من السيطرة على مدينة زنجبار، وما كبد الجيش اليمني خسائر بشرية تمثلت في مقتل نحو 90 عسكريا وإصابة 600 آخرين. حرب مشتركة وفي شأن التعاون الأمني بين المملكة وجارتها اليمن، أكد محافظ مأرب أنه يسير بشكل جيد وأن ما تحقق من نجاح للقوات اليمنية في معاركها مع القاعدة أخيرا لم يكن ليتحقق لولا الدعم والتعاون الذي تقدمه المملكة. وزاد «الحرب على القاعدة مشتركة بيننا والأشقاء في المملكة، وأن سلامة المملكة واستقرارها سلامة واستقرار لليمن، والبلدان يبذلان جهودا متميزة في محاربة القاعدة».