كشف مدير الدفاع المدني في جازان العميد حسن بن علي القفيلي، أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وجه بتقديم مساعدات عاجلة لعدد من المواطنين في القرى المتضررة من السيول والأمطار الأخيرة. وأوضح أنه جرى إنقاذ نحو 50 شخصا من السيول في صامطة ومركز الكدمي وعدد من المحافظات، مؤكدا استعداد إدارته لمباشرة الحوادث من خلال خطط جاهزة للتنفيذ لمواجهة الكوارث في حال حدوثها، وتركز على التنسيق مع وزارة المالية لتقديم المساعدات، ووزارة التربية والتعليم لفتح المدارس لإيواء المتضررين من الكوارث، مؤكدا أن منطقة جازان ليست بمنأى عن الهزات الأرضية. ودافع القفيلي عن إدارته حول ما تتعرض له من انتقادات حول السيول وتصريف مياه الأودية وفي مقدمتها سد وادي بيش، وتوعد بتطبيق أقصى العقوبات المنصوص عليها في النظام على المخالفين لوسائل السلامة حتى إن كانت إدارة حكومية. واعتبر القفيلي إيقاف مشروع بلدي في صبيا بسبب التلاعب في مجرى الوادي وتحويله بعبارات لا تفي بالغرض وتشكل خطرا على السكان. ونفى القفيلي وجود محاباة مع زملائه منسوبي الإدارات الحكومية التي لا تتوفر فيها وسائل السلامة، مضيفا أن المباني المدرسية الحكومية تشكل عقبة في وجه السلامة لعدم تطبيق الوزارة لمعايير السلامة، بينما المستأجرة نستطيع السيطرة عليها.. فإلى الحوار: • هناك من يعتبركم مقصرين في إنهاء معاناتهم مع الأمطار والسيول وما يتعرضون له من سد بيش، كيف تردون على ذلك؟ نجتهد ونعمل ونقدم كافة ما بوسعنا من أجل السكان، لكن الدفاع المدني يعمل ضمن منظومة قطاعات خدمية أخرى، ولم نتجاهل أو نرفض التجاوب مع أية حالات، بل تجدنا في مقدمة المتواجدين في موقع الحدث. • كيف تواجهون اتساع المساحة لمنطقة جازان في ظل نقص الكوادر ومراكز الدفاع المدني؟ تتبوأ منطقة جازان موقعا جيدا بين المناطق، وتقع في مصب كثير من الأودية، ما يحتم تعرضها للعديد من المخاطر وعلى رأسها مخاطر السيول الموسمية، خصوصا المنقولة من مناطق ودول مجاورة ومن المرتفعات، وهذا يزيد من خطورة مداهمة السيول لبعض الطرقات التي يسلكها العديد من المسافرين خاصة في الإجازات ومواسم الحج والعمرة، وتخترق هذه الطرق بالكثير من الأودية مثل أودية جازان، بيش، تعشر، خلب، ولا شك أن اتساع المنطقة وتنوع تضاريسها ما بين جبال سحيقة وأودية عميقة، تشكل خطرا وتزيد معاناة رجال الدفاع المدني، ما يحتم علينا توفير الكثير من الآليات والأجهزة، وتدريب منسوبينا عليها ويتطلب العمل التنسيق مع الجهات الخدمية الأخرى التي لا يقل دورها عن الدفاع المدني . • هل وضع الدفاع المدني تدريب وزيادة عدد الغواصين في حساباته؟ لا شك أن الدفاع المدني في حاجة لرجال يعملون، وكل ما نقول نكتفي نجد أنفسنا في حاجة ماسة للكثير من الكوادر، وتركيزنا في الوقت الحالي في مراكز التدريب على الغواصين، ويمكن تأهيلهم في مجال الإنقاذ المائي وتقييمهم على رأس العمل وعند إخفاقهم يعاد تقييمهم مرة أخرى. • كيف تواجهون المشاريع التي تنفذها بعض الجهات في الأودية؟ توجد العديد من المشاريع التي تنفذ في كثير من الأودية القريبة من القرى أو المدن؛ سواء أكانت مشاريع أم ردميات تؤدي لتحويل مجاري السيول إلى المدن ما يشكل خطرا ويؤدي لإغلاق العبارات الخاصة بتصريف المياه وينتج عن ذلك دخول المياه لبعض القرى، وعندما يكون هناك خطر نعيد البحث في تلك الأمور من خلال اللجان المعنية وترفع التوصيات لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، فإذا وجد خطر معين ننذر الجهة مؤسسات أو شركات أو جهات حكومية، وإشعارها بما لاحظته اللجان، وإذا لم تتجاوب يجري رفع الأمر لأمير المنقطة أو المحافظين، وهناك لجان فرعية تعقد اجتماعات كل عام، وإذا دعت الضرورة تعقد في أي وقت لتحليل المخاطر من صناعية أو طبيعية. • جازان معروفة بكثرة السدود التي تشكل خطرا عليها مثل وادي بيش وضمد، كيف تواجهون هذه الخطورة؟ جرى تشكيل لجنة فورية من مدير المياه، محافظ بيش والدفاع المدني، وقفت على الموقع وأعددنا تقريرا أشرنا فيه إلى أن كميات المياه التي يختزنها سد وادي بيش تشكل خطورة حيث تبلغ الكمية 161 مليون متر مكعب وهذا يعني هاجسا للدفاع، كذلك بحيرة السد التي تمتد لمسافات طويلة تشكل خطرا على المواطنين وعابري الطريق والمجاورين لهذه البحيرة من القرى، لكن مدير المياه في المنطقة أكد أنه من الناحية الفنية لا يشكل الأمر خطرا على السكان، حيث تشير معايير الوزارة إلى أن مثل هذه السدود تستوعب مائتي مليون متر مربع، ولكن مدير المياه وعد بإعادة النظر في فتح السد عندما تنتهي بعض المشاريع التي ما زالت قائمة فيه حيث سيفتتح السد كالمعتاد، ورغم المعايير الفنية التي تؤكد عدم وجود مخاطر، إلا أن الدفاع المدني لديه تحفظات على ذلك يبينها للمسؤولين وسنعمل على فتح سد وادي بيش بعد شهر من الآن وذلك بهدف التخفيف من مخزون المياه فيه. • جثث الموتى التي يستخرجها الدفاع المدني لماذا تبقى في الثلاجات لفترة طويلة؟ لدينا 12 متوفى في الثلاجات، ولكن لدينا إجراء بعد مضى شهرين لأخذ الإذن بدفن المتوفين من الغرقى، ولا يوجد لدينا عدد كبير منهم، وفترة بقائهم في الثلاجات ليست كبيرة، وأطول فترة لشخص ستة أشهر في بيش، والسبب في تأخير دفنه إنهاء الإجراءات فقط من التوكيلات. • الشوارع تعيق الدفاع المدني، والمستودعات تخنق الأحياء، ماالإجراءات التي اتخذها الدفاع المدني؟ نعاني في الدفاع من ضيق الحواري والشوارع وهذا فعلا يسبب التأخير، وهناك تنسيق مع الأمانة لتوسعة الطريق، وهذا محل اهتمام الأمانة، كما أن الأمانة تعمل حاليا على تهذيب شوارع بعض الأحياء العشوائية، أما في ما يتعلق بالمستودعات فلدينا تنسيق مع بلديات المحافظات أو المراكز، ونواجه مشكلة في بعض المحافظات لعدم وجود أراض نستطيع من خلالها تحديد مواقع المستودعات، أما الجهات الحكومية التي لا تطبق الشروط والتعليمات فإنه ينطبق عليها ما ينطبق على المواطنين من غرامات، وهناك لوائح وتعليمات واضحة وصريحة في هذا الشأن تتبع مع بعض الشركات والمؤسسات. • هذه التعليمات هل هي ممارسة فقط بالاسم؟ أم تطبق فعليا على زملائكم المسؤولين في الإدارات الأخرى؟ غرمنا وطبقنا الغرامات المتراوحة بين 15 و30 ألف ريال على بعض الجهات منها الشركات والمؤسسات، ولن نتهاون في تطبيق العقوبات على أية جهة مهما كانت، ولن نخشى أي شخص. • هل لديكم الشجاعة الكافية لتطبيق العقوبات على الإدارات؟ هناك طرق نتبعها في هذا الشأن منها التفاهم مع هذه الإدارات، ولكن عندما لا ينفع هذا التفاهم نطبق العقوبات بكل شجاعة ولن نخشى أحدا مهما كان الشخص أو الجهة. متواصلون مع أسر الشهداء • هل ما زال هناك تواصل مع أبناء الشهداء؟ لدينا تعليمات من المديرية للتواصل مع أسر الشهداء ومتابعتهم وتقديم العلاج لهم في المستشفيات، وصرف تذاكر سفرلهم. • ما أسباب إيقاف مشروع وادي صبيا، وهل فعلا كان مخالفا؟ مشروع وادي صبيا يشكل خطرا على الجهة الجنوبية وقرى الظبية، والمشروع عبارة عن تحويل الوادي إلى وجهة أخرى عن طريق عبارات، ولا يكف تحويل المياه إلى جهة أخرى عن طريق العبارات لأن ذلك يشكل خطرا، وجرى إيقافه. • نقص المراكز يشكل لكم إزعاجا وقت الحوادث ومواسم الأمطار، ماذا عملتم لافتتاح المزيد منها؟ نرغب في توفير العديد من المراكز في بعض الطرق وهروب وصبيا والمضايا، ونسعى لإيجاد مركز في وادي جازان لتقديم خدمات كبيرة. • ما أكثر الجهات التي لا تلتزم بتطبيق عناصر السلامة فيها؟ المدارس الحكومية هي أكبر العقبات التي تشكل معاناة للدفاع المدني، حيث يوجد تأخير في تنفيذ وسائل السلامة من قبل الوزارة، ولكن المستأجرة لا تجري الموافقة عليها إلا بعد أن يوفر صاحب المبنى وسائل السلامة.