في (عاصفة الحزم) تقدم رجال عاهدوا على الولاء والطاعة لله ثم للحاكم ثم للوطن.. هبوا في طريق الفلاح وارتقاء النفوس الأبية الصامدة.. من أجسادهم صنعوا سياجا فاصلا من الموت واﻷخوة.. ارتفعت أعلام دولهم (الخليج العربي) لترفرف باتجاه العزة والكرامة والوحدة العربية.. يتسابقون مع بقية الرجال الأشاوس من الوطن العربي، ويمن العروبة إلى حياض الموت دفاعا عن جزء غال من هذا الوطن الكبير. فقدنا أبناء الوطن برتب مختلفة تساوت عند الحد الفاصل بين الموت والوطن، فقدنا عددا من أبناء وطننا الشقيق (البحرين) وهو في الخط نفسه والاتجاه ذاته نحو دفق دمائهم؛ لإثبات أن الوطن العربي كالكف الواحدة لا يتجزأ فضلا عن قلبه (جزيرة العرب). ومن (إماراتنا) البلد المسالم المحب الذي يحتضن كل العالم بود ورفق وكرم، نودع خمسة وأربعين شهيدا، اصطفوا بعضهم إلى جانب بعض لإغاثة إخوتهم ودحر الظلم عنهم. وفي مشهد مهيب يصطفون رقودا متشحين بعلم بلادهم، في عناق له هو الأخير؛ ليسيروا محمولين على الأكتاف إلى مثواهم، بعد أن عطروا تراب الوطن بدم العروبة الخالي من النزعات الطائفية، النقي من الملوثات الدخيلة التي تسعى إلى تفكيك الوحدة والانسجام الوطني. هؤلاء الجنود الذين تركوا خلفهم حضارة بلد مميز، وشعب متحاب، وقيادة رائعة، وساروا بأرواحهم فداء لكل هذا، اختاروا أن يسطروا مجدا يضاف إلى مجد الإمارات. انضموا إلى طوق النجاة العربي العزيز؛ لدحر العدو المتواطئ مع عدو أكبر همه تمزيق العرب وشق صفهم إلى صفوف متنازعة متناحرة لو.. كان أولئك المستأجرون يفقهون أن العدو يريد أن يتأبط أرضهم ويمضي بها إلى الهاوية، يزعم الصلاح ليضع يده على قلب الجزيرة العربية وجوهرتها، لبث سمه هنا وهناك. لو أن أولئك المرتزقة الذين يسيرون وعلى عيونهم غشاوة الطمع والجوع، لو أنهم أبقوا على بلدهم الجميل ولم يرتضوا له التقسيمات والطوائف والنعرات التي أدت إلى هلاكه وهلاكهم، ولو كانوا يظنون أنفسهم أولي قوة وبأس شديد. سيعود اليمن ينبت بجانب كل شجرة بنّ رجلا صادقا وفيا للأرض والتاريخ.. بدلا عن خونتها الذين بايعوا اﻷجنبي على هامشها، وستبقى (الإمارات) دار الفداء والحب والسلم والحضارة، وستعلو راياتنا منتصرين بعون الله. وسيخلد التاريخ أسماء الأبطال، وسيقول عنهم أبناؤهم: في مثل هذا اليوم من عام 2015 استشهد آباؤنا مدافعين عن عروبتنا. ستحكي الأمهات للأبناء تفاصيل هذا العام المليء بالرجولة والإيثار والحب العربي الذي جمع قلوبا مختلفة لتتوقف عن العمل وليبقى اليمن قلبا ينبض.