أقبل رمضان بجماله المتجدد في كل عام ،أقبل رمضان بمشاعره المختلفة التي تبعث في الروح السلام، أقبل وأقبلت معه أطياف الرحمة ،حقاً هذا الشهر هو فرصة لنغرس في النفوس عادات حميدة،لنغير من عاداتنا الرتيبة ،لنبني ذواتنا من جديد ،لنري الله من أنفسنا خيرا ، و كذلك لنوصل بأفعالنا الخيرية رسالة لكل فقير في هذه الأرض أننا أخوة لك ،نساعد من يحتاج من خير ما أعطانا الرزاق، و نبذل من أموالنا على قدر ما رزقنا المولى، ولا نبخل، فإن كنت تملك الكثير فوالله إن هذا المال ليثمر لك في تصدقك به بنية حسنة دنيا و آخره ثمارا طيبة، و لو كنت تريد به شراء بعض الكماليات فلا مانع ،لكن لك أن تضحي ببعض منك لأخوانك الذين لم يجدوا لقمة تسد رمقهم؛ ليبدلك الله في الدنيا خيرا مما تريد ، و في الآخرة عظيم الثواب الذي يزيد كلما أحسنت النية ،إن رمضان ليس سوى أيام معدودات من ثلاثين يوما في السنة ، ثم يرحل إلى عام قادم ،لكن هل نضمن البقاء لنعيش حلاوته أيام قادمة؟! هل نضمن أن نتمتع بلحظات الدعاء والابتهال لخالق الأرض و السماء ، هل سيكون تغييرنا لذواتنا في رمضان كما هو في غير رمضان ! إن رمضان يختلف؛ فأنك إن أردت أن تغرس في ذاتك صفة الصبر وكظم الغيظ ،فرمضان يسهل لك ذلك إن عزمت على ذلك أشد العزم ،إن أردت أن تجعل حياتك منظمة مريحة واضحة فرمضان يساعدك كثيرا ولكن قبل كل شيء بعزيمتك الكبيرة للتغيير إلى التنظيم و التخطيط الجيد لتفاصيل يومك ،و أهدافك الأولية التي تسعى لتحقيقها ، ،رمضان فرصة لتجعل من عاداتك الصحية أكثر توازنا ، لتنظيف جسمك من السموم ، ففترة الصوم يكون الجسم مرتاح ، وما إن يحين موعد الإفطار حتى تلعب أصناف الطعام المعدة دورها في فتح الشهية، و تناول المزيد، إلى أن تتفوه المعدة ب(ارحموني)، حقاً هذا ما يحدث في كل يوم ، في غالب الأمر لا يستطيع معظمنا المقاومة ؛لهذا من يريد تغيير عاداته الصحية كتناول الأكل الصحي الخالي من الدهون ،أو أي أن يريد تخفيف بعض من وزنه ، فعليه بعقد العزيمة ،والابتعاد عن كل لذائذ المأكولات، أو التقليل منها إن صح التعبير، وفي الختام أرجو من الله أن يكون رمضان هذه السنة هو الخير لنا في حياتنا ، و أن يبلغنا إياه أعواما عديده وأزمنة مديدة.