أتانا رمضان يحمل معه آمال وآلام وذكريات متنوعة بين الجميلة والأليمة! أتانا رمضان ويحمل معه شوقا ولهفة! وحنين وشوق. ومع هذا كله فإن المسلمين في أرجاء المعمورة يجدون لرمضان طعم خاص ومحبة خاصة وطمع في رضا الرحمن. وبين يدي القراء الكرام أضع مشاعر وأمنيات لعلها تكون نافعة لي ولكم جميعا. قاعدة .... (صفاء النفوس يحتاج متغافلين وليس مغفلين) لا تخلو الحياة من منغصات ومكدرات ومن طبيعتها الكدر والتنغيص كما قال التهامي. طبعت على كدر وأنت تريدها ....صفواً من الأقذاء والأكدارِ ولو نظر كل واحدٍ منَا فيما حوله من الأحداث لنسي كل نعيم يعيش فيه! فنحتاج للقاعدة السابقة حتى نستمتع بنعيمها وبغضَ النظر عن منغَصاتها!! في زماننا هذا نجد الفرقة والإختلاف والهجر بين الناس والأقارب والأسباب في أغلبها تافهة!!!! والكراهية والسباب والغيبة والحقد والضغينة بين المسلمين وبين الأقارب خاصة !! ألهذا الحد لعب بنا الشيطان وأجج بيننا هذا الشر! ليتنا نقف مع أنفسنا قليلاً ونستذكر الأخلاق الكريمة التي نمتدح بها فيما بيننا مثل الكرم والشهامة والرجولة والوفى والفهم وغيرها من صفات الكمال والمدح ثم نستعرضها وننظر فيها بروية كم نتصف به منها مع أقاربنا ! وجيراننا ! وزملائنا ! وأهلينا ! يا أحبابي الكرام أولى الناس بمحاسن أخلاقنا وتسامحنا وعفونا وكرمنا وتجاوزنا وصبرنا هم أقاربنا ,, وإنَ أولى القلوب والنفوس بالطهارة والتصفية والنظافة والعناية هي قلوبنا نحن !! وإنَ المستفيد الأول من طهارتها ونظافتها وعفوها وتسامحها هم أهلها وحاملوها ..! تحقد على مسلم أتتك منه هفوة قبل سنة أو زلة قبل عشر سنين ! وقد يكون ميتا قبل أعوام!! فأنت تحرق قلبك وجسدك وحسناتك وتهدم عزك وكيانك ومحبتك. أحبابي الكرام جربوا هذه الليلة وهذا الشهر أن تعملوا لأنفسكم تصفية ولقلوبكم تصفية وتطهير مثلما تعملون في أجهزتكم وجوالاتكم من الريست فتعود سرعتها وعملها وكأنها جديدة !!! جربوا أن تناموا وقد تنازلتم عن عباد الله من إخوانكم المسلمين رجاء عفو ربكم ! ولأجل رضاه وحده ! ولا تجعلوا لأنفسكم منَة عليهم بل أطلبوها من الله ! لو نظرنا للمفاسد التي حصلت بعد كثير من الهجر والخلاف لوجدناها أضعاف المصالح التي كنا ننتظر الحصول عليها بسبب الخلاف !!! إذاً أحبابي الكرام كونوا أصحاب نفوس عالية , وأهداف سامية وغايات نبيلة وتواصلوا فيما بينكم وتسامحوا وتقاربوا وأقبلوا إعتذار من يعتذر من المسلمين منكم. ولا تجعلو الشيطان يفوز منكم بمعصية وقطيعة . الحياة قصيرة وعند الله ستجدون جزاء العفو والصفح أكبر من جزاء العدل والإنصاف لما تعرضتم له في الدنيا .. وأجعلوا من رمضان فرصة للتغيير والإبداع لإستغلال مواسم الخيرات ., قبل أن يأتي يوم نتسامح مع الجنائز والمقابر . ونمتدح الموتى بعد فوات الأوان .. هذه دعوة من محب لكم وأبدأ بنفسي فأقول سامحكم الله وعفا عنكم جميعا وجميع المسلمين ووالله أنني في هذه الساعة لا أجد في نفسي على مسلم شيئا ,,,, وأرجوا أن تتسامحوا أنتم جميعا مع إخوانكم المسلمين وأنتم الفائزين والغانمين والكاسبين لكل فضيلة ,, اللهم أنصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين .. وأستودع بكم الله إلى لقاء قريب بإذن الله