فكرت في مسألة " الغرور " ولماذا تجعل صاحبها ينكر غروره تحت مسميات وتبريرات عدة وكأنه يحاول عدم إزدراء نفسه ! حتما توهم الكمال والشعور بالعظمة مرتبط بمشكلة مع الأنا الداخلية في الإنسان نفسه، وهذا ماجعلني مؤخرا أتوقف عن الحديث مع بعض الناس ممن يحمل هذه الصفة ببذخ فيجعلك تمل جلوسه فما أن تحدثه عن أمر أعجبك في فلان فتمتدحه حتى أدار دفة الحديث وكأنه يقول أمدحني أنا ..وربما جعلك في موقف محرج عندما يطلب منك مقارنته بذاك الشخص وربما يقولها بالصريح أنا أفضل منه ! والعجب أنه ليس بذهنك قضية المقارنة البته ! إن الإنسان الذي يحاول دائما أن يكون رقم واحد في كل شيء لن بعيش مرتاح البال مطمئن النفس أبدا . وهذا بالتحديد ظهر في أسطورة بياض الثلج المشهورة عندما قالت زوجة الملك لمرآتها السحرية : من أجمل امرأة في العالم يا مرآتي ؟ فأجابت المرآه : أنت ياسيدتي أجمل امرأة في العالم ولكن هنا فتاة أجمل منك وهي بياض الثلج .. ومن هنا بدأت القصة المشهورة ومعاناة هذه المرأة للقضاء على الفتاة لتظل السيدة الأجمل رقم واحد في العالم ! يقول نيتشه " هناك أناس مغرورون جدا لحد أنهم لا يعرفون كيف يمدحون شخصية بارزة يظهرون إعجابهم بها أمام الملأ إلا بإبرازها كمرحلة تمهيدية ..كقنطرة تؤدي إليهم هم " وقد اشتهر رئيس ليبيا السابق "معمر القذافي" بغروره الكبير وقد قال : أنا زعيم دولي ، وعميد الحكام العرب وملك ملوك افريقيا و إمام المسلمين ،.وضعي الدولي لا يسمح لي أن أنزل إلى مستوى أدنى " إلا أن نهاية القذافي كانت في 20 أكتوبر عام 2011 م لقد قتل من جانب مقاتلي جيش التحرر الوطني.