ضمن مجموعة زملاء عرب شاهدنا قبل سنوات في ولاية فلوريداالامريكية فيلم سينمائي اجنبي واظن ان اسمه الرقيب بوليفكا وهو يدور حول اليهود والمحرقة النازية التي لا تزال اسرائيل تستغلها لإستعطاف الغرب ، والشاهد أن ذلك الفيلم حينها عاد بالذاكرة الى طريب وكأنه بالأمس ونحن نحضر ونشاهد لأول مرة وربما آخرها فيلم سينمائي تم عرضه بطريب ، وقصته ان فِرق جوالة من وزارة الزراعة والمياه كانت تقوم آنذاك بحملات اعلامية لتوعية الفلاحين وتثقيفهم في المناطق الريفية ومن ضمن انشطتهم تلك عرض افلام توضيحية بمواصفات التصوير السينمائي حول الزراعة وفن التعامل مع الارض والنباتات والاشجار والري .. ومن المحتمل ساعتئذ ان الدعاية لحضور الفيلم بطريب كانت من خلال التنويه بعد صلاة الجمعة في جوامع الوادي التي لا تتجاوز الأربعة في زمن جميل وإلا كيف عرفت القرى بالتوقيت والموقع؟، أما مكان العرض فهو امام مستوصف طريب في موقعه القديم بالفرعة وهو مبنى من الطين وكان يشرف على ذلك المستوصف ويديره رجل من اليمن يبدو انه فني صحي واسمه الأخير اللحيمي ، وقد تجمع الناس بأعداد كبيرة وتم وضع آلة العرض السينمائي (ميكرو) على برميل ديزل فارغ ،وتم عرض الصورة كعرض مرئي على جدار المستوصف مباشرة من الجهة الجنوبية المقابلة تقريبا لمسجد الفهر القديم من الشمال ، وكان العرض مدهش بل مذهل حيث تفاعل معه الجمهور بضحكات عالية وصيحات مرتفعة وخوف حقيقي تمثل في تراجع البعض الى الخلف حتى الامتداد على الارض حين كانت طائرة رش المبيدات في الفيلم قادمة بسرعة عالية باتجاه المشاهدين وعلى ارتفاع منخفض جداً وهذا المشهد لم انساه ابداً ! .. انتهى العرض قبل صلاة العشاء وكان الجميع مبتهجاً برؤية المزارع والحقول الأوروبية الخضراء وبمشاهدة طائرة رش المبيدات وعبورها فوق الرؤوس وكأنها حقيقة لا تصوير سينمائي ، وكان صوت التعليق باللغة العربية .لا اذكر التاريخ مع الأسف. ولابد ان هناك من حضر ويتذكر هذاالموقف . كان طريب وقتها واحات خضراء طوال العام وأمطار موسمية وسيول متدفقة من اعلى الوادي الى اسفله. فلاش : اللهم انزع ما في قلوبنا من غل وحسد ولا تجعل ماؤنا غورا.