لا يخفى على احد ما يحل بغزة واهلها كان الله معهم . ووجب عليّ الإعتذار لهم بطريقتي الخاصة بعد هذا الصمت المخزي، وهذا الصمت المخجل. عذرا .. أهل غزة : فنحن أمة العرب .. أمة هذا حالها من مئات السنين أخذل أخاك ظالما او مظلوما . عذرا .. أهل غزة : نحن أمة هجرنا وتركنا كلام الله وكلام رسوله حين المعضلات والشدائد والمحن التي تحل بإخوة لنا في الله والإسلام . ونقوم بالتعريج على الأمثال الشعبية كسياسة عربية ضعيفة ونقتدي بها كثيراً مثل ( اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ولذا وجب علينا الصمت في محنتكم وجب علينا السكوت ليس لاننا لا نحبكم بل لأن الصمت من ذهب . واحببنا المثل الثاني ( الباب اللي يجيك منه الريح قفله واستريح ) لذا وجب علينا إقفال الأبواب بل المعابر والمنافذ ليس لاننا لا نحبكم بل لأن في الإغلاق راحة لنا وللعدو . واحببنا بعض الأمثال الهابطة،أمثال الخذلان والخنوع والذلة . وعندما نرتقي قليلا فناخذ من كلام رسولنا محمد صل الله عليه وسلم لا ناخذه كاملاً بل ناخذ ما ينطبق على حالنا (.... فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) الحديث . تجاهلنا اليد واللسان واخترنا اضعف الايمان ليس لاننا لا نحبكم بل لأننا نحب التهدئة والصمت واخماد الفتن . عذرا .. أهل غزة : لا تنتظروا أن سيأتيكم منا أمثال خالد وسعد والمعتصم فيثأرون لكم من العدو ليس لاننا لا نحبكم بل لاننا نحب الدنيا اكثر منكم . ولربما أهلكتنا كما أهلكت من قبلنا . اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . عذرا .. أهل غزة : مع كل ما نراه ونشاهده من حرب وإرهاب وظلم عليكم وكل ما نراه من خذلان وخيانة من أشقائكم العرب والمسلمين إلاّ أن الصمت هو الورقة الرابحة في هذه المؤامرة الخبيثة عليكم فوصل زحف الصمت حتى طوّق العلماء من اهل الدين في كل بقاع الإسلام . عذرا .. أهل غزة : لانستطيع الوقوف مع الحق ضد الباطل ليس لاننا لا نحب الحق بل لأن لنا تاريخ مشرّف مع الباطل فلنا مسلسل من الخيانات يجعل الباطل ينام قرير العين . يا أهل غزة : استعينوا بالله فلا ناصر لكم اليوم الاّ هو .. ولا تنتظروا النصر من أمة لم تنصر رسولها الكريم عندما تجنّ عليه الرسام اللعين والمخرج الخبيث حتى بمقاطعة المنتجات والسلع المستوردة منهم . فالزم يديك بحبل الله معتصماً ** فإنه الركن إن خانتك أركانُ . قال النبي صل الله عليه وسلم "لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ". قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ". أو كما قال الرسول الكريم ** وارجو يا أهل غزة أن تكونوا تلك الطائفة المذكورة في الحديث أعلاه . مسفر بن فلاح الحرملي