قوافل للخير وصروح للعطاء .. طابت وطاب بانيها الأعمال المتميزة تذكر لتشكر , والجهود البارزة التي أشرقت بنورها , وأورقت بجمالها , وطاب أكلها , حقٌ لها أن نبرزها ونشيد بها ونباركها , وحقٌ لمن وقف وراءها من مخلصين أوفياء لأمتهم ووطنهم فبذلوا الجهد والمال والوقت في سبيل التخطيط لها ودعمها والعمل على إقامتها وإنجاحها , حقٌ لهم الثناء والدعاء ولهم عند ربهم خير الجزاء . ونحن – بفضل الله – في هذه البلاد المباركة التي أشرق منها نور الإسلام ومازالت تشع بنوره وتهتدي بنهجه القويم فكانت منبرا للخير – بتوفيق من الله – ثم بسواعد مخلصة من أبنائها وبدعم مستمر من ولاة أمرها – وفقهم الله - الذين اتخذوا من كتاب الله وسنة نبيه الكريم دستورا ومنهجا لهذه البلاد فكانت ومازالت وستبقى – بإذن الله – على هذا النهج لا تحيد عنه أبدا . نحن اليوم نشاهد ونتلمس الأثر المبارك لتلك الأعمال المميزة والمباركة لا سيّما التطوعية والخيرية منها على اختلاف مجالاتها وتنوع ميادينها سواء في أعمال البر وتحفيظ القرآن الكريم والدعوة إلى الله إضافة للمجالات التطوعية الأخرى في المجالات الصحية والعلمية والتربوية والثقافية ورعاية الأيتام والمرضى وغيرها من مجالات العمل الخيري المبارك التي لا يتسع لي المقام لسردها وتناولها بمجملها . ولكنني - هنا – سأركز واكتفي واقتصر الحديث حول أحد أبرز وأهم تلك المجالات والأعمال الخيرية المباركة المتمثلة في البرامج والأنشطة التي تنفذها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مختلف المناطق والمحافظات بإشراف حكومي ممثل في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وبدعم من ولاة الأمر - وفقهم الله - ومن أهل الخير والميسورين إضافة إلى العوائد الوقفية والاستثمارات الخيرية لهذه المكاتب التعاونية ومن ثم تتم ترجمة تلك التوجيهات الرسمية وتوظيف ذلك الدعم المالي في تنفيذ برامج وأنشطة دعوية اجتماعية متنوعة فيها الشمولية والفائدة لكافة شرائح المجتمع . وكأنموذج لهذه البرامج الدعوية وكمثال قريب – بالنسبة لي – شاهدته ولمست أثره عن قرب ومعايشة فعلية وهو ( المخيم الدعوي ) الذي يقوم عليه المكتب التعاوني للدعوة في محافظتي – سراة عبيدة – وإنني هنا لا أطرحه لتمييزه عن بقية المخيمات الدعوية التي تقام في جميع محافظات ومراكز هذه البلاد المباركة فليس طرحا للتفضيل مطلقا فلكلها ذاك الأثر المبارك , ولكن – كما ذكرت – لأن هذا المخيم الدعوي الذي تجري الاستعدادات لانطلاقته قريبا في عامه الثالث هو مثال قائم ارتبطت به في شهادة على قرب المكان وتواتر الزمان فشاهدت وسمعت وتابعت فعالياته منذ ولادته , وخلصت – كغيري – إلى فوائد وثمرات هي نتاج كل المخيمات الدعوية التي تقام على شاكلته في أماكن مختلفة وأزمان متفاوتة ولكنها تجتمع كلها على الخير والدعوة والفائدة والمنفعة والتوعية لكافة أفراد محيطها بمختلف أعمارهم رجالا ونساء , المواطن والمقيم والصغير والكبير , فكانت تلك المخيمات الدعوية " قوافلا للخير " بالقول والفعل . وإن نجاحها الكبير الذي تحقق في مراحلها السابقة هو أثر مشهود يدل على المسير نرى نفعه في أنفسنا وفي مجتمعاتنا , وهذا نجاح نشهد به حقا وصدقا وإنصافا , وليس تفضلا منا ولا زخرفة للقول نسوقها عبر أثير العواطف بداوفع المجاملة والمدح , بل تزكية وتغذية راجعة تبوح بها مشاعرنا ابتهاجا بوسم شامخ على أديم الزمن , وصرحا عليّا راسخا ( في راس مرجوم عسير المنال , يشتاق له من حس في القلب .. خشوعا وخشية لله – عز وجل - وحبا لدين الله وتمسكا بسنة نبيه الحبيب – عليه الصلاة والسلام - ثم إخلاصا لثرى هذا الوطن المبارك ويدا واحدة مع ولاة أمره نعمل لهذا الدين وإعلاء رايته التي ماكانت إلا في علو دائم . وختاما .. فكل الشكر وأصدق الثناء وخالص الدعاء لتلك السواعد التي تقضي الساعات الطويلة من وقتها وتبذل الجهود العظيمة التي تمتد عدة أشهر في سبيل الإعداد والتهيئة لهذه المخيمات الدعوية المباركة والقيام عليها بأدق تفاصيلها وكل ذلك احتسابا لله عز وجل ثم خدمة لمجتمعهم واخلاصا لوطنهم الطاهر وأمتهم المباركة . فبارك الله في جهودكم – أيها الإخوة الفضلاء يامن تقومون على مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات وعلى مخيمات الدعوة وقوافل الخير .. وهنيئا لكم بما قدمتم , وهنيئا لنا بكم , وهنيئا لمن أخلص النية – لله تعالى – فكان له في سهام الخير رميّة بمال أو دعم أو مشاركة أو دعوة .. فهذه قوافل الخير قد سارت والموفق من لحق بركبها .. ويا لفوز من كان للخير باغيا وعليه مقبلا .. عوض علي الوهابي – سراة عبيدة