إن من سنن الله عز وجل أن جعل هذه الحياة حياة تغير وتبدل تتعرض فيها أحوال الناس وحياتهم إلى الرخاء والشدة واليسر والعسر فلا يدوم لهم حال ولا يثبت لهم أمر فالمؤمن يستعد دائما لقبول قضاء الله وقدره بنفس راضية مطمئنة ويعلم أن الأيام مليئة بالأخطار والأهوال وتقلب الأحوال ولكنه في نفس الوقت يسعى ويجتهد لتبليغ دعوة الله عز وجل في كل الظروف والأحوال والمتغيرات ويأخذ بالأسباب التي تذلل له الصعوبات وتمكنه من التكيف والتعامل مع المتغيرات آخذا في الاعتبار أن بعض الصعوبات إنما هي للتمحيص والابتلاء .ونظرا لما يشهده عالمنا المعاصر من التغير والتبدل لم يشهده عصر من العصور السابقة من السرعة الفائقة في حدوث التغيير وكثرة الدروس والعبر وتلاحقها فإن الدعاة مطالبون بمتابعة ما يحدث وأخذ الإهبة والإستعداد لمقابلة ذلك بتنويع أسلوب الدعوة ووسائلها لإبقاء ركب الدعوة منطلقا لا يتوقف في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم قال الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين ) وبذلك يستمر الداعية بتذكير الناس بواجباتهم في هذه الحياة وان ما يحدث لهم إنما هو بتقدير الله عز وجل وإرادته وحكمته وأن هذه الدعوة صالحة لكل زمان ومكان حيث أنها تمتد من عهد النبي عليه الصلاة والسلام ثم الصحابة ثم التابعين ثم الأئمة الصالحين من بعدهم إلى يومنا هذا.. أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..