مقدمة : قال سبحانه وتعالى {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 114]. وقوله سبحانه {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48] وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ) 1- عندما نتعامل مع فئات وأنواع من البشر في حياتنا فإننا لن نخلو من اختلاف في وجهات النظر ولكن البعض تؤدي هذه الاختلافات بينهم الى جدال ثم الى خصام ومقاطعة بعضهم البعض. 2- يتطلب من الجميع التحكم في تصرفاتهم عند اختلافاتهم وضبط انفسهم حتى لا نصل الى نهايات سيئة لا تحمد عقباها. 3- على العقلاء دائما اشاعة ثقافة الاعتذار والتسامح بين كافة أفراد مجتمعهم ونبذ العنف. 4- تأخر المصلحون في الاصلاح بين المتخاصمين سيؤدي الى اتساع مساحة الخلاف والصراع مما يجعل الأعداء يستفيدون بإثارة مزيدا من البغض والكراهية بين المتخاصمين. 5- على كل طرف أن يبادر الى التسامح وتلمس العذر لخصمه وأن ذلك من مكارم الأخلاق ومن افضل درجات العفو. 6- لا يظن الطرف الآخر بأن مبادرة ألآخرين وقدومهم لارضاءه أن ذلك ضعف منهم بل عليه أن يقدر لهم خطوتهم الجبارة التي لم يستطع هو القيام بها ويسابق في ابتغاء ما عند الله. 7- المتسامح يعزز في مجتمعه ميدانا" للتنافس الشريف يتسابق فيه كل محب لدينه وطالبا لرضى ربه سبحانه وتعالى ثم محبة الناس أجمعين. 8- يوجد في كل مجتمع شياطين من الأنس أو من الجن سخروا حياتهم كلها في اثارة المشاكل والشحناء بين الآخرين اما ليجنوا مكتسبات معنوية سيئة او مالية مقيتة من جراء تداعيات الخلافات او نتائج الاصلاح فلنحذر منهم. 9- يتواجد في حياتنا اشخاص لا يتعمدون الخطأ على اي شخص وان حدث عليهم الخطأ فإنهم يلتمسون العذر للطرف الآخر الذي ارتكب خطأ بحقهم بل ويسعون للإصلاح بين الناس مبتغين الأجر والثواب من الله فلنقدرهم ونسمع لنصحهم . 10- انتشار الخصام بين الأقارب مؤخرا بنسب عالية جدا" 11- انتشار القتل والاعتداء على الأنفس بسبب كثرة الخصام. 12- اصلاح ذات البين لم يعد مشاعا في المشاكل الصغيرة بل خصص للرقاب وما نحوها متناسين بأن بعض اسباب القتل هو بسبب تساهل المصلحين في اصلاح ذات البين في بداية المشاكل. 13- طغى حب المال والدنيا على الناس فلم يراعوا قرابة او صداقة أو أي علاقات اجتماعية أثناء الخلاف. 14- تمسك أغلب الناس بالأعراف والعادات الاجتماعية مما جعل العيب عرفا" أهم من الجائز والمحرم شرعا". 15- ضعف الوازع الديني لدى الأسر في طرق تربيتها لأبنائها فمفهوم خذ حقك من من ظلمك (وقد يكون باليد والاعتداء) هو السائد بدلا من أعفوا وسامح عن من ظلمك. دمتم متسامحين ))))) أرجو تنسيقها ولكم شكري (((((