الفوز الأكبر إن النجاح و الفوز في الحياة غاية , و هدف يسعى جميع فئات المجتمع إلى تحقيقه في جميع الميادين العلمية و العملية ,من خلال الوسائل الجيدة , و هم مختلفون في غاياتهم و جهودهم , و يتفاوت النجاح بقدر جهودهم , و تو كلهم على الله أو تواكلهم , و بين تقصيرهم أو تفريطهم , فمن تعب و بذل الأسباب السليمة حقق النجاح . و لا يختلف اثنان على أهمية النجاح في الدنيا ' ومدى الحاجة إليه، ولكن النجاح الحقيقي نجاح الآخرة, و النجاة من النار, و الفوز برضا الرحمن , و رؤية وجهه الكريم , فهو النجاح الأهم و الفوز الأكبر، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) 185 , آل عمران . و النجاح حينما يوضع الإنسان في قبره، و يثبته الله عند السؤال , فيكون قبره روضة من رياض الجنة، فيفتح له باب إلى الجنة، فيتنعم بنعيمها، أو يثبته الله بالقول الثابت عندما يفارق الدنيا , قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء ) 27, إبراهيم , و الفوز حينما يتناول الإنسان كتابه بيمينه, قال تعالى : ( هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) 19, 20 , 21 , 22 , 23 , الحاقة.و إن من رحمة الله بعباده أنه لم يتركهم سدى , بل دلهم على سبيل النجاة , و بين لهم الخير كالإِيمَانُ بالله , وَالعَمَلُ الصَّالِحُ ، قَالَ تعالى : (وَعَدَ الله المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدنٍ وَرِضوَانٌ مِنَ اللهِ أَكبرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ) 72, التوبة , و طَاعَةِ الله , و طاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، َقَالَ تَعَالى: (تِلكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ) 13 , النساء , وحينما تثقل الموازين ، وترجح الحسنات من الأعمال الصالحة، فذلك الفوز و الفلاح , قال تعالى : ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) 8 , الأعراف . لذلك ينبغي على المسلم أن يتقي الله , و يسعى إلى مرضاته , و أن يستغل أوقاته بما ينفعه من الخيرات , و تقربه من الله تعالى َ, و يتزود من دنياه لآخرته , و يجاهد النفس في فعل الطاعات , و الابتعاد عن الشهوات و الملذات , قبل الحسرة والندامة . عبد العزيز السلامة /أوثال