(الشهداء الجدد ) في السنين القليلة الماضية ظهرت لنا وسائل الإعلام بإيعاز من الحكومات بترويج لمعنى عظيم يصب في صالح تلك الحكومات مما يحقق لها المقاصد المنشودة من هذا المفهوم الشرعي النبيل! كنت أتابع لقاءا مع بعض الشعراء الذي استهواني شعره العامي الممزوج بشيء من السخرية او الاستهزاء وفي سياق حديثة ومناسبة إحدى قصائده ذكر ان هناك شهداء قدموا أنفسهم وذكر أصنافا من الشهداء كل حسب تخصصه وأهدافه حسب قوله! واليكم أيها الأحبة مسميات الشهداء حسب تصيف الحكومات والإعلام العربي في الآونة الأخيرة:فمنهم شهداء الواجب , شهداء الوطن ,شهداء الحرية ,شهداء الفن ,شهداء الإعلام ,شهداء المسرح ,شهداء الرياضة,وغيرها كثير مما لا يحضرني او سبق وان مر على مسامعكم بعضها , وترقبوا شهداء في مجالات أخرى لم يحن وقت ظهورها او لم يتم الترويج لها حتى ألان وقد تسمع يوما من الأيام بشهداء المعارض و المزاين و التفحيط و التطعيس – وأظن ان هناك شهيد الطارة وشهيد العود –وستسمعون بشهيد العقار وشهيد الدخان والمخدرات وغيرذلك مما لم يتم تسميته حتى هذه الساعة . عجبا تراه ,وتخبطا في الإعلام العربي وعقليات بعض المسؤولين في الحكومات فقد أصبحوا يوزعون شهادات للأشخاص او قل صكوك غفران بمرتبة شهيد بمعنى أنهم يتآلون على الله سبحانه فيحكمون لهم بالجنة بلفظة شهيد, فهل وصل بنا الحد إلى هذه الدرجة من الجهل وتصديق العوام من الناس بطيب نية او شراء ذمة ؟! اين هؤلاء عن الدين وقول الله سبحانه وتعالى وقول خير المرسلين عليه الصلاة والسلام ؟ هل أصبح الدين لعبة و وسيلة لتحقيق أهدافهم على حساب دماء أشخاص في اقل أحوالهم لا يفقهون ؟! وان كان لا يهمني الإعلام العربي بصفة عامة ففي الغالب ان القائمين عليه أشخاص لا صلة لهم بالدين لا من قريب ولا من بعيد الا ما رحم ربي وقليل ما هم , وان كانوا لا يُعذرون إلا أني لا أجد عذرا لإعلامنا السعودي عندما يستسيغ مثل هذه المسميات ويمررها مرور ال... في مقابلات ولقاءات او مسلسلات او غيرها من البرامج !! وسأضرب لكم مثالا حيا عن هذا الموضوع:ففي سوريا –نسال الله أن ينصر إخواننا السنة وان يمكن لهم – تجد حكومة بشار تطلق لقب شهيد على قتلاهم وقد يكون بعض هؤلاء القتلى من النصارى او اللادينيين الملحدين الشيوعيين الماركسيين الدرز النصيريين ال... وسم ماشئت – وهذا كما ذكرت هو نهج الحكومات التي جعلت الدين وسيلة لتحقيق غاياتها وليس غريبا عليهم فعل هذا ! تعلمون ايها الاحبة ان الشهداء منازلهم علية عظيمة عند الله, وكل مسلم يتوق الى الشهادة لكن وفق شرع الله وحسب , أما أن تكون وفق قومية وحمية وشجاعة واهواء وغيرها فلن ينالها,وقد وردت آيات كريمة وأحاديث شريفة في هذا الامر لا يجهلها المسلمون اهل العقيدة السليمة والسنة الكريمة, فاسال الله ان يرزقنا واياكم الشهادة في سبيله . ومما يحسن ذكره :تذكير القارئ الكريم بقول:إن شاء الله بعد ذكر كلمة شهيد ل (الغريق ,الحريق ,المبطون,المطعون,الهدم ,والمقتول دون عرضه ونفسه وماله ودينه ) وكذلك اصطحاب النية عند القيام بعمل يخدم البلاد والعباد كمكافحة المخدرات ومداهمة اوكارها او مروجيها وانقاذ الناس والدفاع عن الوطن وصد العدو لان النية الصالحة الصادقة مطلوبة في هذه المهام حتى ينال العبد هذه المنزلة ان شاء الله سيأتي يوم تحاسب فيه ,فأحفظ لسانك وقف عند قال الله وقال رسول الله. النداء الاخير