عباية سودااااااااء ... أتذكر تماماً موقفي في اليوم الذي ألزمني فية والدي _ حفظه الله _ بإرتداء العباية وتغطية وجهي بالكامل كنت حينها في الثانية عشر من عمري وكنت متذمرة جداً من تغطية الوجه ذلك لشعوري بأن تلك ((العباية)) ماهي الاقيد وتكبيل فهي لم تكن في نظري سوى قطعة فضفاضة من القماش الأسود .. أريد به مزيداً من التضييق علينا ... و كنت أتحجج في كل مرة أرتدي فيه غطاء الوجه بأنه يضايق أنفاسي ,علماً بأنني لم أكن أعاني ولله الحمد من حالة ربو أو إلتهاباً في الشعب الهوائية إنما كان مجرد تمرد من طفلة كانت تجهل قيمة هذه القطعة , وظل ذلك الموال لسنوات إلى أن إعتدت عليها وكانت (( مجرد عادة )) كنتُ أتمنى وأنتظر بفارغ الصبر ِ أن تتلاشى كما تلاشت عادات كثيرة , إذ كنت شغوفة في قراءة تاريخ تسلسل نزع الحجاب في مصر ومعجبة بتمرد هدى شعراوي وموقفها البطولي والجريء . ومرت السنوات إلى أن إستمعت مصادفة الى كلمات مضيئة من أحد الدعاة والمفكريين الإسلاميين وأنا في المرحلة الثانوية وقتها يقول فيها إنما_ أنتي بحجابك دعوة _ ظللت حينها أتأمل تلك الجملة كثيراً حينها بدأت علاقة حميمية بيني وبين عبائتي وأحسست حينها بمدى المسؤولية الملقاة على عاتقي تجاه كلمة مسلمة قبل ان أكون سعودية ... ومن يومها وأنا أعتبرها هوية ورمزاً ومصدر عز وستر إذا أُرتديت عن إقتناع تام وثقة بأنها ليست مجرد قطعة من القماش الأسود أرتديها فقط لأن المجتمع يريد مني ذلك ويرغمني به إنما هي أبعد من ذلك وهي العباية التي ينتظر أعداء الإسلام منا نزعها لأنها ترهبهم وحينها لن يشغلن السعوديات العالم !! أذن تلك القطعة لن تمنعك من أن تكوني إمرأه متميزه ومبدعة , ناهيك عن الغموض الذي يثيره ُ لونها الأسود فتصبح أكثر جاذبية وبالنسبة لمن يعتقد أنها قيد وحاجز للتقدم سواء كان في مجال الدراسة أو العمل أو حتى في السفر ... أظن أن المرأه القوية والواثقة من نفسها والمعتزة بقيمها , تفرض نفسها في كل مجال وتحت أي ظرف بلباسها الساتر والتقليدي ... ولمحاربي العباية ولمن يصفونها بأسوء الالقاب أقول لهم لن نخلع عباية العز . تحياتي نجلاء جوهر الجوهر ..