لا شيء يؤذيني أكثر من الصخب المفتعل المنقول من طاقة الإنسان 0لأن الشغل الناتج من تلك الطاقة المبذولة أقل بكثير من الصخب والضجيج المصاحب له0 في مجتمعاتنا الجنوبية كل نظريات الفيزياء المقلوبه يمكن تطبيقها حتى لو خالفت نواميس الطبيعة وقوا نين الأشياء 0 لدينا الطاقة تفنى ولا تستحدث خلاف كل طاقات الكون التي تتحول إلى أشكال أخرى للطاقة بعيداً عن الفناء 0لدينا تتحول الطاقة الكامنة بل والمتاحة إلى صوت أو مجموعةأصوات متشابكة لاطاقة فيها ولا فائدة منها0 ما يعنى أننا ظاهرة صوتيه أو طاقة صوتيه تشبه الفراغ لا يمكن القبض عليها ولا الاحتفاظ بها 0 ذات الأصوات غالبا ما تكون خلفيه ماحقة لكل صورة من صور المناشط المجتمعية لدينا0 فى المشهد كل شي يتحول عبر الحركة إلى صوت0العزاء الفرح المناسبات الخاصة وكذلك العامة لا يمكن تقنينه0 عبث وهدر ومزايدة يتحول فيها الكرم إلى بذخ ومباهاة لا مبرر لها ويتحول البذل والعطاء لأوجه الخير إلى عبادة للوجوه وتطاول بالرقاب وتفاخر يفنى الطاقة المادية المحسوسة الممثلة في المال والطاقة المادية المعنوية الممثلة في الوقت في كل مكان على خارطة الطريق الجنوبي يحدث نشاط ثائر يمكن وصفه بسباق ماراثون الكرم الصيفي كل عام ولك الخيال لو افترضت السقف الأدنى لحساب مائدة واحدة للمتسابقين بثلاثة آلاف ريال وبمعامل الضرب في إثنين أي مائدتين كل يوم يصبح الناتج ستة آلاف ريال وبنفس معامل الضرب في موسم الصيف (60 يوم) تصبح قيمة الهدر لطاقة المال المحسوس 360.000 ريال في قرية واحدة أو عند قبيلة واحدة وعلى فرض أن على الخارطة الجنوبية(1000 ) قرية سيكون الناتج أكبر من مساحة الشاشة وعليه لايمكن عرضه فضلا عن حساب الهدر الزمني والأوقات الضائعة المترتبة عليه ولو أضفنا لما سبق القصور وصالات الأفراح والخيام وأركز هنا على الخيام التي تتسع للمئات بما تحوى و ماتقدم من خدمات بمبالغ مضافة حتماً سيكون الرقم صاعداً بقوه نحو الشمال علة التركيز على الخيام فيما سبق هو البون الشاسع بين ماذكرت وبين الخيمة الشهيرة في سوق الخضار القديم بمدينة أبها لاحظ الوجه الآخر القاتم في المشهد الثاني خيمة مهترئه أضيف لها غطاء أزرق لحجب أمطار أبها الهادرة ورواق يمثل فناء الدار ومراكز الخدمة فيها أما المقتنيات من الداخل فهي إمرأه مسنة ومطلقه وأربع من بناتها مطلقات الكبيرة منهن معها سبعة أبناء أي أحد عشرة امرأة وطفل و دافور دوما يقارب عشرة صكوك وثمانمائة ريال في الشهر شربت كاس الشاهى في الفندق القريب بفاتورة توازى طموح كل تلك البطون الخاوية ذلك المساء السؤال الفارض نفسه لو ألغينا ماراثون الكرم صيف واحد أو أختزلناه إلى النصف أو اقتطعنا جزء بسيط من رقمه المهول المهدر هل ستبقى بيننا أسرة بلا مأوى وبلا تعليم وبلا مرض وماذا لو نبض ضمير المجتمع أو أحد ضمائره وخرج من السباق أليس ذلك أفضل أعتقد ذلك .