أصبح واضحاً إن تمهيد طريق البطولات للفريق المدلل لا يكفيه الرعاية الحانية والكريمة بشتى أنواع المساعدات التحكيمية وضربات الجزاء الوهمية وتطنيش حقوق الخصوم الكروية , بل ان كمال خدمة هذا الفريق لم يعد يصح الا بالوقوف علنآ وبكل قوة أمام مسيرة منافسيه التقليدية المصحوبة بكل الطرق القهرية والتعجيزية . هناك منشار ضخم يصر على بتر وكسر عماد منافساتنا الكروية فهو يعلو بأسنانه اللجانية والتحكيمية ليصعد على قمته فريق واحد فقط ويهبط بنفس الأسنان التحكيمية واللجانية ليسحق ما دونه من أندية المنافسين ويسقط حظوظهم البطولية . نعم يوجد مظلة مزعومة لاتحادنا المخترق لكرة القدم , وللأسف إن هذه المظلة لا تمد ساترها سوى لفريق واحد ولا يستقر هذا الظل سوى بغرز نصل هذه المظلة في أجساد بقية الأندية الصريعة على الأرض حتى لا يهتز الظل الحاني للفريق المدلل . لن تحمي حقوقك يا كحيلان من خلال الحديث مع الاراجيز في الميدان , ولكن ابحث عن ذلك من خلال دهاليز اللجان . قد يوقف الحكم وقد تسقط اللجنة ولكن مسيرة الرعاية والدلال ماضية في طريقها , وبدل اللجنة عشر لجان وبدل الحكم مئات الحكام . كان من المفترض أن تكون النتيجة أربعة لصفر , وتدخلت الصافرة الجريئة لتجعلها اثنين اثنين ... هذا درس حقيقي يستحق أن يطلق عليه جرأة وصفاقة و( اللي ما يشتري يتفرج ) . عليك يا كحيلان أن تستوعب أن ممارسات المرحلة تغيرت جذريآ , لم تعد رعاية للدلال فقط بل هناك وجه آخر لها وهو إذلال الخصوم وإيقافهم حتى تكون مسيرة مظفرة لا تسمح لأي حسابات بتغيير دفة الألقاب مهما صاحب الفريق المدلل من فتور ونكسات . رحم الله أياماً كانت أساليب الدلال في بداياتها , ففي مباريات الديربي كنا نشاهد تسابق الموزان والدهام والدهمش والجعيد على خدمة الفريق المدلل ويتركوننا نلعب بحرية بقية المباريات . اليوم تطور التدليل حتى أصبح يكلأ بعنايته الدلال في كل جولاته كما يتكفل في نفس الوقت بتصيد منافسيه في كل مبارياتهم . في العام الماضي وحتى يفرح الجهال بالخماسيات تدرج خونة التحكيم في توزيع الكروت على لاعبي النصر والاتحاد قبل مبارياتهم أمام الفريق المدلل ولذلك غاب عن الاتحاد يومها ستة من لاعبيه فيما غاب عن النصر ثمانية , لم ولن تكون مصادفة إن سيناريو هذا الموسم لن يختلف كثيرآ فمن أحب شيئآ ادمنه . مسكين من يظن أن مشكلة النصر بالأمس كانت مع صافرة العريني الظالمة , ودرويش من يظن إن مهازل لجنة التحكيم تبدأ وتنتهي عند رئاسة عمر المهنا الفاشلة , فالأمر أعمق واعم ويتعدى شخوص هؤلاء . فكم مرة أسقطت اللجان وأوقف الحكام والمسلسل الظالم مستمر بل انه يتزايد عامآ بعد عام . قبل ان تنشدوا العدالة حاولوا ان تقرأوا هذا التفاصيل لمرة واحدة وافهموا ان استطعتم البرامج والخطط والأهداف حتى لا تصابوا بخيبة امل من اهداف سامية لا توجد الا في عقولكم بينما الحلم المرتجى يعيش في واد غير الذي تسكنونه . أقرأوا بتمعن انجازات منتخبكم الوطني في العقد الأخير وقارنوها بمنجزات المدلل لتعرفوا .. , قارنوا بين ردات فعل فشل التأهل لكأس العالم الماضية واجعلوها في ميزان مرارة الخروج الآسيوية أمام الخسارة الإيرانية لتعرفوا التمثيل الأهم لهم وأين بكى بحسرة وأين اطرق رأسه للأرض خجلآ ولكن دون الم الحسرة . تذكروا مباريات الأخضر الوطني وحاولوا تفتيش الذاكرة لربما تجدون ايامآ يطلق عليها \"ساعة الصفر\" و \" نبيها فل \" وتسائلوا عن مسيرات الحافلات الجامعية . وهل تختزن ذاكرتكم شيكات تدليل ودعم مليونية ليس بين توقيع شيكاتها والمطالبة بمبالغها سوى سويعات أحادية . هل علمتم الآن أين تسخر الطاقات وتستجمع الجهود وتوفر المساعادات وتتكاتف الفعاليات .. حتمآ ادركتم أنها وطنية ولكن في ثوب ازرق . جمهور الماضي لم يكن يجد ما يعبر به عن غضبه سوى صيحات \"نادي الرعاية\" و \" نادي الصحافة \" , اليوم اختلف الوضع وتزايدت أرقام الحضور وتعاظم الظلم فأحذروا من مسار إحداث لستم على قدر التعامل معه يا أصحاب القرار . في ملعب الملز جرس إنذار .. نعم .. وهذه ليست النهاية فشرارة الأحداث منبعها الظلم التحكيمي وان استمر الظلم فعلى من يقف خلفه أن يتوقع مزيداً من الاحتقان او ما هو اسؤا . الآلاف لم يفتعلوا الشحن والاحتقان من تلقاء أنفسهم ولكن الحكم فعل , والآلاف لم يتجاوزوا حرمة الملاعب والتنافس الشريف الذي لأجله شيدت ولكن من أطلق التحذير فعل . وعلى من ترك أدق أموره العملية في الصباح ألعوبة بيد المتعصبين أن ينتبه . ** بعد أن سمعنا دوي الرصاص في ملاعبنا , هل حان وقت تحييد العاطفة وتحكيم العقل والعدل ؟ . لم يعد مهماً معرفة الجواب , فالواضح إن من يرقب السباق بمنظاره الأزرق المعتم يروق له قتل فروسية المضمار وأبعاد كل الأحصنة وان يبقى رباط العربة دائما وابدآ في عنق الحصان !!! .