" حكم قرقوش " بقلم : ممدوح لمفون · من المؤسف جداً أن يتحكم بعض رؤساء الأندية في المستقبل الإداري لأنديتهم ويجعلون من أنفسهم أوصياء عليها ، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بتنصيب رئيس قادم سيحل محله ويستلم زمام أمور النادي من بعده بالإنتخاب ، فتجده يتحدث وكأنه ( مسؤول آدم عن ذريته ) ويضع الشروط ويسن القوانين ( التعسفية ) بدافع حبه وعشقه للنادي ( على حد زعمه ) وكأنه لا يوجد بين المنتسبين للنادي سواءً أعضاء شرف أو جماهير سواه بل وكأنه ( ليس في هذه البلد إلا هذا الولد ) . · ومن هؤلاء على سبيل المثال الأخ عبدالعزيز الدوسري رئيس الإتفاق الذي أكنّ له كل التقدير والإحترام وأعتبره من وجهة نظري رمزاً من رموز الرياضة في مملكتنا الحبيبة ، الذي إستغربت كثيراً من موقفه ( المتشنج ) تجاه المرشح لرئاسة نادي الإتفاق ( عيسى الحمادي ) ورفضه لترشحه بحجة أنه ( غير معروف ) لديه ولدى الإتفاقيين ، وقيامه بوضع شروط ومواصفات لرئيس الإتفاق القادم لا تتوافق مع شروط الترشح لرئاسة مجالس الأندية الرياضية الواردة في أنظمة ولوائح الأندية الرياضية التي أقرت بموجب قرار مجلس الوزراء ، والأكثر غرابة هو موافقة مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية لهذا الهراء ، فالدوسري يقول بأنه يجب أن يكون المرشح معروف لدى الإتفاقيين وهذا الشرط غير موجود ضمن البنود ( الستة ) الواردة في المادة ( 18 ) من لوائح وأنظمة الأندية الرياضية التي تكفل لأي مواطن سعودي تنطبق عليه هذه الشروط بالترشح لمجالس إدارات الأندية ، وحتى البند ( 18/4 ) الذي نصه ( أن يكون من الهواة والمهتمين بنشاطات النادي ) جاء بمعنى ( مفتوح ) يحتمل عدة معان ، فالمشجع الإتفاقي ( العادي ) بالإمكان وضعه ضمن ( المهتمين بنشاطات النادي ) فكونه يشجع ويهتم إذا هو ممن يعتبرون من المهتمين إذا ما إنطبقت عليه بقية الشروط ، ولم يكتفي الدوسري بذلك فحسب بل قال في تصريحٍ لإحدى القنوات الفضائية بأنه من المستحيل أن يترأس نادي كبير كالإتفاق شخص ( مجهول ) بطريقة فيها من التقليل من شأن الرجل ، وربما نسي الدوسري أو تناسى بأن الرجال هي من صنعت الأندية ، وما الأندية إلا أدوات والرجال هم من يحققون لها النجاح أو الفشل . · وأستغرب بشدة موقف بعض الإعلاميين تجاه هذا الشأن وتأييدهم ( لتأليف ) الدوسري لشروط ( غير موجودة ) في النظام وقولهم بأنه يجب في المترشح لرئاسة النادي أن يتدرج في الأعمال الإدارية بالنادي وأتسآءل من أين جاؤا بهذا الوجوب ؟ فالأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر لم يتدرج وأصبح رئيساً لنادي النصر مباشرةً ، والأمير عبدالرحمن بن مساعد كذلك أتى رئيساً للهلال بدون تدرج وخالد البلطان أصبح رئيساً للشباب بدون تدرج والأمثلة كثيرة ، فمن أين جاؤا بوجوب تدرج من يرغب في الترشح لرئاسة النادي ؟ . · وسبق وأن ذكرت في مقالات سابقة بأن من أبرز مشاكل الرياضة في مملكتنا هو الإجتهادات في ظل وجود النصوص ( الواضحة ) في الأنظمة واللوائح ، ولن نتقدم خطوة للأمام طالما سيضرب بنصوص الأنظمة واللوائح ( عرض الحائط ) ونعطي للإجنهادات والأهواء المجال لتأخذنا يمنةً ويسرة ، فالرياضة ك ( السفينة ) والأنظمة واللوائح هي ( البوصلة ) التي ترشدنا للطريق الصحيح ، فإذا ما أهملنا الإعتماد على البوصلة وتركنا العنان للإجتهادات الفردية لتدلنا على الطريق فمن المؤكد أننا سنضل وحين نكتشف أننا ضللنا الطريق سنكون قد تأخرنا في الوصول لمبتغانا وسبقتنا سفنٌ أخرى تحركت بعدنا بكثير ووصلت لمبتغاها لأنها اعتمدت على البوصلة ولم تلتفت للإجتهادات في ظل وجودها . ( على الهامش ) ليس من حق أي رئيس نادي أن يقبل بترشح هذا ويرفض ترشح ذاك ، فالأنظمة واللوائح التي أصدرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي الفيصل في هذا الأمر ، وليس من حق أي رئيس نادي أن يشترط لتنحيه من منصبه ( الأمانة ) لمن سيخلفه ، فالنادي ليس ( أملاك خاصة ) أو حكراً على شخص معين ، فهذا ليس من شؤون رئيس النادي بل هو من شؤون الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، وأختم بسؤال عريض : ماذا لو أقرت الخصخصة هل سيشترط لمن يريد شراء النادي أن يكون معروفاً لدى منسوبي هذا النادي أو تدرج في العمل به ؟ أم أن المقياس حينها سيكون لمن يدفع أكثر وعدم الإلتفات لمعرفته أو تدرجه ؟! .