لا يستهويني الحديث كثيراً عن الأشخاص ، ولكن في بعض المواقف يصبح البعد عن الشخصنة ضرب من ضروب العبط غير المبرر خاصة إن كانت المشكلة تكمن في " شخص " .. لو تم تجاهل كثير من الطوام والكوارث التي يأتي بها جستنية كلما وجد فرصة للحديث ، فإن تصرفه الأخير وحديثه عن المعاقين الذين يثيرون اشمئزازه هو أكثر شيء يمكن أن يثير اشمئزاز إي إنسان سوي ! ماهي الرسالة التي يمكن أن يتلقاها المجتمع الذي لا علاقة له بالرياضة حين يسمع أن مسؤولاً في ناد رياضي " يشمئز " حين يشاهد طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة ! نتفق ونختلف ، نميل لأندية ، ولا تعجبنا أخرى ، نتمنى فوز فريق وخسارة آخر ، نفرح لفوز ونحزن لخسارة ونغضب من لاعب أضاع فرصة أو تسبب في هدف وننتقد مسؤول لم يوفق في إدراة فريقه ، أو مدرب لم يقدم ما كنا نتمناه .. لكن أن يصل بنا الحال إلى أن نسمع مثل هذه التصريحات وتمر مرور الكرام فنحن نقول ببساطة أن الفكرة الموجودة عن الوسط الرياضي وانه وسط جاهل وفيه الكثير من الإسفاف والانحطاط الفكري هي فكرة صحيحة تماما ! حين صرح " غرين هودل " تصريحاً مشابهاً عن المعاقين في انجلترا أجبر على الاستقالة من منصبه كمدير فني للمنتخب الانجليزي مع أنه كان يقدم أجمل العروض وربما الأجمل في تاريخ الفريق الانجليزي ! لأنهم هناك ينظرون لكرة القدم على أنها عنوان للجمال ، وأن تصريحات هودل حينها هي قبح لا يمكن تحمله حتى لو كان الثمن هو كأس العالم نفسه ! فكيف يمكن أن يمر تصرف جستنية ، والذي ليس تصريحاً فحسب ، وهو في الأساس مجرد عبء على الوسط الرياضي بأكمله وعلى فريقه العميد بشكل خاص ؟! ما الذي يقدمه جستنيه غير القبح حتى يبرر الوسط الرياضي بكافة فئاته ( مسؤولين وجماهير وإعلام ) تواجد عقلية كهذه بينهم ! هل وصل الحال بالصحافة الرياضية أن تكون الإثارة ووجود بعض المعتوهين كجستنية أهم من كل الرسائل التي يفترض أن الرياضة تدعو إليها ! هل جف منبع الاتحاد ، عميد أندية الوطن وسفيرها لدرجة أنه لا يجد مسؤلاً إعلامياً يحبب الآخرين في ناديه ، ولا ينفرهم من الرياضة ومن الأندية ومن أي وسط له علاقة بالرياضة ؟ لن نعترض على كثير من الحماقات التي يصدرها جستنية بين الحين والآخر ، عن كذبه وعن تضليه ، عن السخافات الكثيرة التي باتت علامة فارقة يعرف بها حتى ولو لم يكن ظاهراً في الصورة ! فالكل يعرف ويعلم علم اليقين أن كل تصريح غريب ومثير للريبة يصدر من الاتحاد لابد أن يكون ملطخاً حد القرف ببصمات جستنية ! لن نقول عن كل ذلك شيئاً ، فهو حر في أن يكون سخيفاً بما أن سخفه لا يتعداه إلى غيره .. لكن من حقنا أن نقول أننا كمنتمين لهذا الوسط الرياضي " نشمئز " أيضاً من وجود هكذا عقليات .. وجودك يا عدنان وتصرفاتك تثير اشمئزازنا وقرفنا أيضاً ، من حقك أن تكون سخيفاً ومقرفاً ومن حقنا أن نخبرك أنك كذلك !