من الأزمات الحقيقية لدينا في منافسات كرة القدم عدم قدرتنا على تقييم أي وضع يخص هذه اللعبة، حتى إن استغرق منّا الأمر مجهوداً كبيراً من التردد والتفكير تجدنا نذهب للخيار الأسهل إقالة المدرب؛ لأن الجمهور غاضب أو الإعلام توقف عن الإشادة بهذا المدرب، لا أحد يريد أن يستوعب أن أي منظومة عملٍ في كرة القدم يجب أن تكون متكاملةً منذ بداية الموسم وجاهزةً لخوض غمار المنافسة، وأي خلل يطرأ على هذه المنظومة سيربك العمل وربما تسقط بسببه كل الأهداف الموضوعة منذ بداية الموسم. في السعودية، ليست لدينا ثقافة الأوروبيين في المحافظة على استقرار الفريق مهما كانت النتائج، على سبيل المثال فريق الأرسنال، رغم كل النتائج السيئة التي لازمت الفريق منذ موسمين ومطالبات الجماهير بتغيير المدرب، إلا أنهم مازالوا متمسكين بوجود المدرب (أرسين فنجر)، هذه الثقافة ليست موجودةً في كرتنا، ولا أظنها تُرسخ إلا بوجود بعض القرارات التي تساعد على ترسيخها بوجود بعض الضوابط، على سبيل المثال لجنة معينة في اتحاد الكرة لتقييم عمل كل المدربين في الأندية طالما أن مشروع الخصخصة لم يبدأ بعد، ومن حق اتحاد الكرة المحافظة على الأندية ومداخيلها، فالمدرب الجيد يستمر وفق رأي اللجنة الموضوعة ويُرفض الاستغناء عنه، مع وضع بنود معينة أيضاً تضمن للأندية حقها في عمل المدرب، أي أن المدرب الذي لا يقدم عملاً جيداً ويتضح تهاونه في عمله يلغى عقده، وتمنع الأندية من استقطابه لفترة زمنية معينة، بهذا نرسخ مفهوم الاستقرار وتتصاعد مستويات الفرق، فالاستقرار الفني جزء مهم في تطور الأداء الفني لأي فريق. إن إقالة دياز من تدريب الهلال خطأ إداري فادح ارتكبته إدارة الهلال، والأهلي إن قرر إقالة مدربه سيكرر نفس الخطأ، وإقالة جوستافو مدرب النصر أيضاً كان خطأً كبيراً، هذه الأندية فقدت بإقالة مدربيهم جزءا مهما من استقرارها، وقد يفقد الهلال فرصته في الدوري، بعد أن فقد النصر فرصة في كأس الملك بسبب قرارات متعجلة مثل هذه القرارات.