تابعت في الأسبوع الماضي مقتطفات من جدال فضائي بين الموسيقار السعودي, فهد الهريفي , والصحفي علي الزهراني عن (الإعلام المأجور ) . لقد رسم الصحفي علي الزهراني الصورة نفسها التي كانت عليها صحف هايدي في التسعينات الميلادية وبداية .الألفية الجديدة .لن أعود للألفاظ التي قالها الزهراني وخرج بها عن موضوعية الحوار إلى الشخصنة وأخطأ في حق فهد الهريفي, ولا العبارات التي رد بها الموسيقار عليه من باب أن ما تريده ياعلي .. فخذه . كان الزهراني مستفزا للهريفي, وكان الهريفي كما هو في الملعب مستجيبا للاستفزاز من الخصوم ولكن بطريقته الخاصة التي تسعد أنصاره ولا تخدش روح الرياضة, رد عليه بما أراد, وإن كان الهريفي في حقيقة الأمر يريد صحفا وليس صحافيين, أو صحفيا واحدا جعل صدره درعا لكل أبناء صحافة هايدي . بعد البرنامج جلست أفكر, كيف يدعي شخص مثل علي الزهراني انتماءه للنادي الأهلي وقلعة الكؤوس, وهو قد ألف مؤلفا كاملا في نادي الهلال, وتعجبت كثيرا من هذا الفعل, وهل يمكن أن يفعل أي رجل محب هذا مع المنافسين مجانا ؟؟ وحينها تذكرت كذلك أن هذا الصحفي, مفروض على المشاهد البسيط في كل برنامج سواء في القناة الرياضية السعودية أو في القنوات التجارية الأخرى, ليس هو فحسب, بل كثيرين ممن يبجلون النادي الأحد الذي يملك عصا الصحافة الورقية والإعلام الفضائي, ويفرض علينا صباحا بعض الأشخاص بكتاباتهم , ثم يعيد تكرارها في الاستديوهات مساءً, حتى ولو ضبطته الكاميرا ذات لحظة وهو نائم في الاستديو . - الهلاليين... وبدر المطوع: منذ أن وطئت قدما هذا الرجل في الملاعب السعودية وصحافة النادي الأوحد تلاحقه, تارة بالأمور الشخصية, وتارة أخرى بأمور فنية غير صحيحة . فمن الحديث عن تجدد إصابته قبل وصوله إلى السعودية, إلى حيثيات أموره الخاصة مع جهة عمله العسكري, إلى أن وصلنا إلى مربط الفرس بالنسبة لتلك الصحافة البليدة في اختياره هدافا للعالم من خلال اتحاد الشقق المسمى بالإحصاء. أفردوا صفحات للحديث عن وجوب اعتراف النصر بهذا الاتحاد طالما بدر المطوع فاز بجائزة منه , وأفردوا صفحات أخرى للحديث عن منع النصر للاعب من الذهاب إلى حيث الاحتفال, وهو أمر لم يقع, وأفرزه خيالهم المليء بفكر المؤامرة, وحق يملكه النصر لو فعله . لكن كل تلك المحاولات الإعلامية البغيضة هدفها واضح ومحدد منذ القدم : 1- تشتيت فكر اللاعب 2- العمل على إفشال تجربته في النصر . 3- زعزعة فريق النصر فنيا . 4- رسالة مبطنة إلى كل لاعب خليجي يفكر في قبول فكرة الاحتراف في النصر مجددا بأنه لن يسلم من خربشات هذه الصحافة .. 5- تعقيد الأمر على النصراويين فيما يفكرون فيه من التجديد مع اللاعب بدر المطوع .. أما لماذا هم يفعلون ذلك ؟؟ فكل متابع للرياضة والإعلام الرياضي يعرف ذلك. والحديث عنه باختصار : لقتل المنافسة وتهيئة كل المناخات المناسبة للنادي الأحد الذي تخدمه صحف وقنوات يفترض أنها للجميع وذلك أنها قنوات ومؤسسات حكومية, وليست تجارية مملوكة لأشخاص كما هي الرياضي مثلا . اليوم في إحدى صحفهم .. صفحة كاملة للحديث عن احتفالية اتحاد الشقق والظلم الذي يدعون أنه وقع على بدر المطوع بمنعه من السفر إلى هذا الاحتفال, وأخشى أن يكون الاحتفال كما هو احتفالهم بنادي القرن. يكتب احدهم وكأنه بديع زمانه ,وكأنه موكل من اللاعب للدفاع عنه,ولا أدري لماذا كل هذا الحشد الإعلامي الهلالي في هذه القضية, لولا أنني أعرف أنهم يتمنون أن يكون قرنهم معترفا به من أي نصراوي ولو كان لاعبا عابرا محترفا . -مصري الهلال ... ومصري النصر : كل متابع لتلك الصحافة يفكر مرارا وتكرار ويتسائل لماذا عزلت صحافة الهلال لاعب الهلال أحمد علي عن الإعلام, وعن سياط النقد, ولم تفعل ذلك مع حسام غالي . وحين تعرف الأهداف, تتأكد أن هذه الصحافة هي أحد أهم أسباب تراجع الرياضة السعودية في السنوات العجاف الأخيرة . - وجوه ملت الشاشة منها : تتكرر المقالات .. وتتكرر المشاهد .. والوجوه هي الوجوه .. لا جديد . حين يكتب في الشاشة تحت صورة الضيف (كاتب رياضي في جريدة كذا ), أو (صحفي في جريدة كذا), أقول وأنا أشاهد هذه المهازل : لذلك لم نتقدم . شخص يكتب فكرته صباحا, ثم تتاح له الفرصة في وقت آخر ليعيد الفكرة ذاتها, وهي المليئة بالتعصب لناديه وللاعبه المفضل فقط, ويفرض على المشاهدين طوال الموسم, هل تتوقعون أن يستفيد منه المشاهد البسيط , بل والمشاهد صغير السن ؟ غير فن التعصب المقيت وعدم قبول الرأي الآخر من المنتمين للأندية الأخرى ؟؟ - مكياج ... وفراج . شاهدت جزءا من حلقة الجولة التي استضاف فيها وليد الفراج ضيفه الدائم/ عادل التويجري. وما شدني من كلام التويجري حين قام باستبعاد النصر من قائمة المنافسين لهلاله, ومحاولة وليد الفراج إعادته إلى جادة الطريق لكي يحافظ البرنامج على جزء من المصداقية في الطرح وقبول الآخرين له, لكنه أبى ذلك .واستشهد بأن فارق ال 10 نقاط بين النصر والهلال حاليا شاهد له, وضحك بملء فمه من ذلك . لست في مقام الرد عليه , لأنه لو قبل أن يخبر الآخرين كيف ذهبت نقاط النصر أمام الرائد والتعاون مرتين والقادسية, بحكم الصافرة التي ساعدت فريقه كثيرا, فإنني سأقبل محاورته وأقول له : إن الفارق حاليا بين برشلونه وريال مدريد 8 نقاط كاملة, فهل يعني ذلك استبعاد الريال من المنافسة ؟؟ بالله عليكم, أي ناقد بهذه العقلية المتعصبة سيقدم نظرة أو تحليلا يدعم التقدم الرياضي والفكري لأنباء البلد ؟ في الحقيقة, إنها أساليب تعتبر تنفيسا عما يكنه أولئك الصحافيون للعالمي , ولا يضير العالمي ذلك, بل إن شاء الله سيشد عضده ويزيد الالتفاف حوله من محبيه .. فالنصر يسعى لأن يبقى اسمه الذي تخطى حدود المحلية ,عالميا إن شاء الله . - جمهورنا .. وجمهوركم لا أدري لماذا يثيرون موضوع الجماهيرية في هذا الوقت بالذات ؟؟ ولا أدري لماذا لا يطالبون بإعاد تسعير تذاكر الدخول مرة أخرى, كنوع من دعم الحضور الجماهيري في منافسات يشعر الكثير من الجمهور بأنها قتلت . ولا أدري لماذا يريدون اغتصاب حريات الناس وآرائهم, في محاولات بائسة لجعل جمهورهم هو الأكبر . بل إن المضحك المبكي في ذلك أن يكون جمهور النصر الذي شهد له العالم الخارجي في الخليج وغيره .. يضعونه في الترتيب بعد جمهور الاتحاد وجمهور الأهلي, سبحان الله كيف استطاعوا فرز تلك الجماهير ؟ من رصد الميول لكل الحاضرين في الملاعب ؟ إنهم بذلك يدعون إلى قتل البحث عن المتعة لكل محب للكرة, لكي لا يحضر سوى مباريات فريقه فقط .. وقد لا يحضر لنرى ملاعب السعودية في وقت قريب والله أعلم تلعب مباريات الدوري فيها والجمهور الحاضر كما هو الجمهور الذي يحضر في مباريات دوري نجوم قطر, أخشى أن نصل إلى هذا, وقد نصل . - تمريرات ذكية : 1- أن أكتب مرة في مدح نادي منافس لفريقي المفضل, هذا مقبول, لكن أن أكون مدافعا عنه في كل وقت وبحدة أكبر من أي هلالي, فهذا أمر غريب . 2- حتى لو نزل مستوى فريقي .. فلن ألبس غير عباءته, فما بالك وفريقي كسب بطولتين عام 2007م وأمام المنافس التقليدي الاتحاد. أليس كذلك يا علي الزهراني ؟ 3- بطولة كأس الأمير فيصل بلا أي تغطية إعلامية, لماذا يا قناتنا الرياضية الحكومية ؟ نريد برنامجا لهذا الدوري بديلا لبرامج حوارية يستضاف فيها هذا النائم وأمثاله . 4- دعوة لكل صحفي رياضي: لاتخرج الرياضة في المملكة العربية السعودية عن نطاقها الرياضي الشريف, ولو كان ذلك لحساب فريقك المفضل, لأن أول المجني عليهم هم أبناؤك وأهلك في قادم الأيام, انظر إلى المدى البعيد لكل ما تكتبت .