عند قرب نهاية ولاية أي رئيسٍ في الأندية السعودية يقف أنصار ذلك النادي في حيرةٍ من أمرهم وقلقٍ كبيرٍ، تُرى مَن سيكون الرئيس القادم، وهل يستطيع أن يتحمل أعباء النادي في المواسم القادمة، ومن سيقف معه….؟. وهم في الأساس يخشون ألا يتقدم أحد لرئاسة النادي للوضع الاقتصادي والاستثماري المتدني في الأندية السعودية، فأنديتنا ليست أنديةً ربحيةً، ولا تستطيع الاعتماد على نفسها؛ لذا فالوضع صعبٌ جدًّا، وظهور أي رئيسٍ لأي نادٍ أمرٌ شبه مستحيلٍ في هذا الوقت، خصوصًا أن الأندية الجماهيرية تعتمد كل الاعتماد على قدرة الرئيس المالية ومن يدعمه من أعضاء الشرف، ولنا في الاتحاد والنصر عبرة وحسن مثال. الاتحاد بعد أن رفع الداعم يده عنه أصبح يترنح، وله في كل عامٍ رئيسٌ، ولم تكتمل فترة رئاسة أي رئيسٍ في الاتحاد منذ مغادرة الداعم للمشهد الاتحادي، والاتحاد بحكم جماهيريته وهو مطمعٌ استثماريٌّ لأي شركةٍ ترغب في الدخول إلى المجال الرياضي، إلا أن المصروفات المرتفعة للأندية بشكلٍ عام تجعلها تحتاج مبالغ أكبر من قيمة الشراكة بين تلك الشركة والنادي، وهنا ينكشف سوء التنظيم الاستثماري للأندية، والذي على ضوئه تقع الأندية في إشكالياتٍ ماليةٍ كبيرةٍ، تكون سببًا مباشرًا في ابتعاد الكثير من العقول الإدارية والاستثمارية عن خوض تجربة الدخول كمرشحين لقيادة الأندية..! إن الأزمات المالية ليست وليدة اللحظة، فمنذ زمن والاستثماريون والمهتمون بالاستثمار في الأندية يحذّرون من خطر الوقوع في فخ الديون، ومع الوقت كبرت كرة الثلج، وأصبحت الأندية الآن تعاني من الديون، وهذه جزئيةٌ مهمةٌ لا يغفل عنها أحد، وليست محور مقالي اليوم. ما أريد أن أتطرّق له هو خروج أناس يرتدون خوذة الأبطال من الظل يتلاعبون بمشاعر الجماهير، ويقدمون الوهم للناس وكأنه حقيقة، وفي غمضة عين ينهار هذا الحلم، وكأنه لم يكن، هؤلاء لا تفهم ما يريدون، وعمَّ يبحثون؛ لأنهم إن جدّ الجد يختفون، وكأنهم سراب، ففي الاتحاد والنصر يظهر في كل أسبوع مرشح بعضهم يخرج بنفسه للإعلام متحديًا وفاتحًا خزائنه المالية على مصراعيها كما يدعي ويردد سأفعل وأفعل لكن بشروط، فبمجرد ما يشترط من الطبيعي أن يفهم الجمهور أن هذا المرشح جاء لهدفٍ ما، ولا يمكن لعاشق جاء حبًّا في النادي أن يضع شروطًا؛ لذا ما حدث في النصر منذ تقديم الأمير فيصل استقالته أمرٌ معيبٌ، ولا يليق بنادٍ بحجم النصر، له تاريخٌ كبيرٌ وحافلٌ في الرياضة السعودية، وعلى مستوى القارة، ومن يتلاعبون باسم النصر لأهدافٍ شخصيةٍ وللظهور الإعلامي لن يغفر لهم التاريخ. فهد المطوع خرج كعضو شرفٍ من بين الصفوف، راغبًا في تولي كرسي الرئاسة في النصر، وقدم نفسه للجمهور بأن خدمة النصر شرفٌ كبيرٌ، وبأنه جاهزٌ هو وأعضاء مجلس إدارته لقيادة النصر في الفترة القادمة، إلا أن الجمهور فوجئ ببياناته المتتالية، وكان الهدف منها واضحًا، وعندما وجد الأمر يدخل مرحلةً كبيرةً من الجدية خرج ببيان آخر يتنصل فيه من مسؤولياته التي سبق أن وعد بها، مثل هؤلاء الذين يتاجرون بمشاعر الجماهير، ولا يملكون القدرة على الإيفاء بوعودهم، من المهم إبعادهم عن الأندية، فليس لديهم قليلٌ ولا كثيرٌ ليقدموه، وإن قدموا فلن تكون له نتائج إيجابية، بل على العكس تمامًا سيستغلون ما يقدمونه لإثارة المشاكل وزعزعة الاستقرار. ودمتم بخير..