في تاريخ الهلال الآسيوي كان الباب الضيق هو العنوان الأبرز لكتابة الألقاب الزرقاء في القارة الصفراء. وما يمر به في الدور نصف النهائي حاليا بعد تعادله الإيجابي على أرضه وبين جماهيره مع أهلي دبي في مباراة الذهاب هو ما يوصف بالباب الضيق للوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا, إذ يتوجب عليه تخطي صعاب كبيرة في دبي لينال مراده. المعادلة ليست صعبة، لكنها في الوقت نفسه ليست سهلة, خصوصا أن التعادل السلبي في محطة الإياب من صالح أصحاب الأرض, ما يعني أن التسجيل بالنسبة للهلال سيعد (الحكاية الأهم) لا سيما المبادرة وليس التسجيل الشرفي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع, أو أن هز الشباك يأتي بعد أن تطير الطيور بأرزاقها. الأهلي الإماراتي صعب, لكنني واثق من أن الهلال لم يكن في يومه في مواجهة الذهاب خصوصا مع (رتوش) الصافرة التي لو احتسبت له ركلة الجزاء الخاصة بالميدا في وقت مبكر من المباراة لكان هناك كلام كثير في الأداء والنتيجة, لكن تلك الصافرة مارست لغتها المعتادة كلما حل الزعيم في ملاعب القارة, فتكشر عن أنيابها. وإذا كنا نعتقد في الماضي أنها دون قصد, فقد أجبرتنا تلك الصافرة على قطع الشك باليقين بأنها مع سبق الإصرار والترصد. المطلوب في هذه المرحلة الثقة ولا شيء سواها, فهي التي تعيد التوازن, وتبقي الطموح, وتجعل الأمل قائما, وهو لا يحتاج إلى معجزة ولا إلى جهد خارق, كل ما في الأمر القتالية داخل الميدان, وهي السلاح الذي غاب عن مواجهة الذهاب. الحديث عن أخطاء دونيس وحتى اجترار الألم من الحكام لا يعد مناسبا في هذه المرحلة, رغم أن أخطاء الحكام في المعترك الآسيوي أصبحت كابوسا يجثم على صدور الهلاليين, لكن الصبر في مثل هذه الظروف حكمة وضرورة من أجل إعداد نفسي مميز لمواجهة الإياب. أعود وأكرر : الهلال يحلو له التأهل من الباب الضيق.